رثائي في فقيد الشعر والأدب الشيخ الأستاذ الشاعر الكبير/ محمد عبد القادر فقيه "رحمه الله" واسكنه فسيح جناته وجعله في زمرة الصالحين والصادقين وحسن أولئك رفيقا مع عزائنا ومواساتنا لسعادة الشيخ عبد الرحمن فقيه وإخوانه ومعالي المهندس عادل فقيه وإخوانه وعموم أفراد الأسرة الكريمة . إنا لله وإنا إليه راجعون . لا تقلْ مَت قلْ مضي للودُودِ يَنشُدُ الخيرَ في رحاب الخلودِ لا َتقُلْ ماتَ إنَّما عاش فينا ذَائع َ الصَّيتِ بالعفافِ الحَمِيدِ رائدا ًكانَ فوقَ هام المعالي ينشُرُ النُّورَ فيِ ظَلامِ الوجُودِ الفَقِيهُ الفقِيهُ علْمَاً وفَكْرَاً ألصَّديقُ الصَّدُوقُ للمستَزِيدِ زَانَهُ الطِّيبُ والنَّدى والتَّسامي يَمْنَحُ الحُبَّ للفؤادِ العَمِيدِ ذَرعً الأرضَ بالنَّبالةِ يروي مِثلما القَطرُ ظامِئآتِ النَجُّودِ ساخرٌٌٌ بالحياةِ كم يَزْدَريهَا وهيِ تمضِي على كِذابِ الوعُودِ كانَ في روضِهِ البهيجِ مُقيماً يتناجي مع الكتابِ المجيدِ يَمقُتُ الجَهلَ في العقولِ وينأى عن سفاهاتِ جاهلٍ وحقودِ إنَّهُ الشَّاعِرُ المُحلِّقُ حقاً حين يَمتاحُ من بحورِ القصيدِ يَنظمُ الشِّعْرَ كالقلائدِ سِحْراً يتلالا بمعصمٍ وبجِيِدِ يا أبا عادلٍ لقد كنتَ فينا أملَ الشعرِ في الزّمانِ الكَنُودِ أيُّها البُلبُلُ المغرِّدُ عَُذراً إنْ أراكَ الزَّمانُ كلَّ الجحودِ ما وفَتْ حقَّكَ الحياةُ فَسُحّقاً لحياةٍ قد احتفت بالَبلِيدِ ونفوسُ الكرام مثلُكُ تأبَى أن يكونَ الكرامُ مثل العبيدِ كم تُرانا على المكارِهِ نحيا نتعزَّى بِطارفٍ وتَليدِ ونُواري النبوغَ عن كلِّ غِرٍّ رَاحَ يقوى على جَمَالِ الوُرُودِ لم يَعُدْ في الحياةِ إلا التّعادِي قتلوا الحُبَّ في فؤادِ الوَلِيدِ وغدى الحزنُ ساكناً في رُبانا بعد عمرٍ من السُّرورِ المديدِ يا أبا عادلٍ إلى اللِه نشكو من غَريرٍ وظالمٍ وحسودِ لو أردنا الحياةَ بالحبِّ تسمو لبذلنا السَّماحَ قبلَ الصدودِ لو نبذنا قذى المظالمِ كُنَّا نرفعُ اليومَ عالياتِ البنودِ لو أردنا وليتنا قد أردنا لَحيِيْنَا بظِلِّ عَيشٍ رغِيدِ يا أبا عادلٍ لكم كنتَ ترجو أنْ يحولَ الشقاءُ دون الشّريدِ غير أنَّ الزمانَ يزدادُ مَسْخَاً لعقولٍ تكبَّلتْ بالقُيُودِ يا أبا عادلٍ وفقدُكَ أقسى أعظمُ الفَقْدِ فقدنا للرشيدِ فلكَ الله يا محمدُ فانعمْ بِرِضَىِ الخَالقِ الكَريمِ الوَدُودِ ربِّ وامنحهُ يا كريمَ العطايا جَنَّةً تزدهي بطلعٍ نضيدِ واسكبِ النُّورَ فوقه يتهامَى في رياضٍ تَسرُ عينَ الشَّهيدِ أنت من يَقبلُ الدعاءَ وإنّا منك في رحمةٍ وعطفٍ وجودِ فاغفر الذَّنبَ يا إلَهِيَ وارحمْ حين نَلْتَفُّ في ظَلامِ اللُحُودِ