فشل الرئيس الأميركي باراك أوباما في الحصول على دعم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للسياسات الأميركية بخصوص إيرانوأفغانستان رغم اتفاقهما بخصوص مسائل إقليمية ودولية أخرى. ففي مؤتمر صحفي مشترك عقد عقب لقائهما في البيت الأبيض الاثنين، قال أوباما إن لتركيا دورا هاما في حل الأزمة القائمة مع إيران بسبب برنامجها النووي، وذلك في إطار الدور التركي المتنامي في الشرق الأوسط. وأضاف أوباما أن تركيا -بحكم موقعها الجغرافي- قادرة على دفع إيران لطمأنة المجتمع الدولي بسلمية برنامجها النووي والالتزام بالأعراف والمواثيق الدولية، وألمح إلى سعيه لفرض حزمة جديدة من العقوبات ضد طهران على خلفية رفضها لمسودة فيينا بشأن تخصيب اليورانيوم. من جانبه كان أردوغان واضحا في إعلان موقفه الرافض لتبني سياسات متشددة ضد إيران، وقال في معرض تعليقه على الأزمة النووية مع الجمهورية الإسلامية إن تركيا لا ترى بديلا عن الدبلوماسية كطريق لتغيير الموقف الإيراني. وانتقد رئيس الوزراء التركي العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران حتى الآن، ووصفها بأنها غير فعالة وتتضمن العديد من الثغرات التي تسمح للمنتجات الغربية بالوصول إلى السوق الإيراني. وأضاف أن (تركيا مستعدة لبذل كل ما هو ممكن بشأن قضية الشرق الأوسط)، وأكد في الوقت نفسه مسؤولية الولاياتالمتحدة في تحقيق السلام وأنه أبلغ الرئيس أوباما استعداد أنقرة للوساطة بين الغرب وطهران، لكن لم يفصح عما إذا كانت الولاياتالمتحدة راغبة بأن تلعب تركيا هذا الدور. ولم يتجاوب أردوغان مع الطلب الأميركي بشأن مشاركة القوات التركية في العمليات القتالية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان في إطار قوات مساندة تثبيت الأمن والاستقرار (إيساف) ضد حركة طالبان. وقبيل مغادرته واشنطن قال أردوغان إن بلاده قدمت العدد الضروري من قواتها في أفغانستان وأنها ملتزمة بتدريب الشرطة والجيش الأفغاني فضلا عن تقديم ما يلزم في المشاريع التنموية في مجال البنى التحتية والصحة والتعليم. وسبق ذلك الموقف تأكيد وزير الدفاع التركي وجدي غونول أن بلاده لن تقوم بإرسال مزيد من القوات القتالية لأفغانستان رغم دعوة واشنطن دول الناتو لإرسال قوات إضافية وذلك في إطار إستراتيجيتها الجديدة في المنطقة. بيد أن هذا الرفض غير المباشر للطلب الأميركي لم يمنع الرئيس الأميركي من الإشادة بقرار تركيا زيادة عدد قواتها في أفغانستان ليصل إلى ما يقارب 1750 جنديا مع الإشارة إلى تولي أنقرة القيادة لقوات الناتو في ذلك البلد. من جهة أخرى تناول الاجتماع الذي تضمن غداء عمل بين الرئيسين مسائل إقليمية أخرى ذات اهتمام مشترك وعلى رأسها القضية الكردية. وفي هذا الإطار أشار أردوغان من جانبه إلى الحاجة إلى توثيق التعاون مع الولاياتالمتحدة في محاربة حزب العمال الكردستانى، مشيرا إلى مساندة الاستخبارات الأميركية (سي. أي. أي) لأنقرة منذ العام 2007 في محاربة أنقرة الحزب الذي يطالب بانفصال المناطق الجنوبية الشرقية ذات الأغلبية الكردية عن تركيا. من جانبه امتدح أوباما ما وصفها بالخطوات الصعبة التي يعمل أردوغان على تنفيذها لإعادة دمج الأكراد في العملية السياسية والديمقراطية، في إشارة إلى المبادرة الأخيرة التي اتخذتها الحكومة التركية لإنشاء لجنة لمكافحة التمييز والسماح بإطلاق الحملات السياسية بلغات أخرى غير التركية، في محاولة لمنع العمليات المسلحة التي يقوم بها العمال الكردستاني.