لا يختلف احد مهما كان على أن حج هذه السنة كان دقيق التنظيم وافر الخبرة خاصة وان الحجاج قد بلغوا الحد الأقصى لكن الله جل جلاله كان قريباً من عباده كان رفيقاً وموفقاً الأمر الذي عبرت فيه تلكم الجموع كل المعترضات بسهولة ويسر، فالمكان والأهل وأعني بالأهل الدولة والشعب دائماً وابدا يضربون أروع الأمثلة للناس تكاتفاً ولأبدع اذا كان الله قد خصهم دون سواهم بهذه المنة العظيمة، ولا ننسى في هذه الاحتفالية الرائعة لمسات الابداع المتابع من الاداري المميز خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة هذا الرجل الموفق في كل ما أنيط بمسؤوليته، وخادم الحرمين عندما اختاره من بين الكثيرين يعرف مكان الذروة ومنهم المؤهلون للمهمات الصعبة، لقد كثر اللغط قبل موسم الحج وان هناك من يريد احداث ما لا يتفق مع شعائر هذه الفريضة وتناقلت بعض وسائل الإعلام المرئية والمقروءة شيئاً من تلكم الأماني الضالة كما لا ننسى تزامن ذلك مع ما يحدث على حدودنا الجنوبية أو ما اصطلح عليه بظلامة المتسللين.. لكن الذي ثبت على الواقع والى الابد ان شاء الله سلامة منهج دولتنا الرشيدة ومن ثم صلابة الموفين بعهودهم، وعندما نبتهج بنجاح التنظيم والاحاطة المتقدمة فإنما يعني ذلك ان هذا الاختيار منفرد العالمية حيث ان الاذهان على هذا الكوكب مشدودة بكل ما يحصل فالصعيد محدود والجموع الوافدة متباينة الرؤية واللغة والحياة كما ان الاعداد عبئاً ضخماً لا يقدر على شموليته الا القادرون. أما المرعب فهو كارثة جدة، لقد شاهد الكل كيف غطت المياه بيوتاً كانت معمورة بأهلها وكيف غصت الشوارع بالسيول فعزلت أحياء كاملة عن وجودها بشكل مخيف أو تلك العربات السيارات التي بدت فوق بعضها البعض أو اولئك الذين يلوحون وقد غمر الطوفان كل الجهات من حولهم، فلا مبرر للأعذار لابد من المحاسبة والبحث عن الأسباب ومعرفة من هو المسؤول عن شبكات الصرف الصحي وتصريف السيول في بلدية جدة ومن ثم الردم البحري وعدم الاكتراث بالبناء التحتي للمخططات الجديدة، ومع فداحة الصدمة فقد ضرب الملك الإنسان خادم الحرمين الشريفين الوالد المصلح عبدالله بن عبدالعزيز مثالا سيخلده التاريخ وذلك بتوجيهاته على وجه السرعة تجاه الحادثة ومن ثم تأثره البالغ حفظه الله، واثر هذه المتابعة الحثيثة من لدن أعلى قمة في البلاد. أقول يا أهل جدة : ان ما اصبتم به سينكشف من تسبب أو تهاون في الأمانة أو غيرها قديما كان أو حديثاً وسيأخذ جزاءه حسب المعلن حتى هذه الساعة أمام الكل فلا تحزنوا وتوكلوا على الله فقد وهبكم ولي امر قريبا منكم وأميرا متدبراً لا شعار له سوى الأمانة والعمل الجاد انه خالد المصداقية فتكاتفوا معه وسترون انه لن يهدأ له بال حتى ترون ما يبهجكم.. ولعلني اطرف القارىء بهذه الأبيات من قصيدة لصاحب هذه السطور بعنوان (جدة) قيلت قبل سنوات مضت: ما أروع البحر الذي في جدة والبوح والرمل الذي في جدة!! البرعمان الشمس تتلو عندها والبدر عذرياتها الممتدة!! وأنعم الألوان فيها والتي تصب في السحنات مثل الزبده!!! السحر منها لم يزل في شرفة من طينها أو موجة مرتدة!! وأروع العشق الذي طارت به قوافل الدنيا وأعلت مدّه!! السلسبيل العذب محروق الشذى والحس والمغزولة المعتدة!! قيثارة الإعجاز من الهامها والنار والعطار يكوي نده!!.