الكل هنا كتب عن محافظة جدة ، جدة غير كما يقول الكثيرون.. تلك المدينة التى يتكلم عنها الكثير من الدول العربية إنها عروس البحر الأحمر.. دعونى أفضفض قليلا معكم لأنى أحبها نعم أحبها كثيراً ، بل أحب كل شبر فى وطنى العزيز هذه الجزيرة العربية التى بها عشت وتربيت لي فيها ذكريات فى كل جبل وفى كل سهل وحتى بحارها وشواطئها.. سأشدد عليك يا جدة فى مقالى هذا.. لأنى من أهل الجزيرة وأحب وطنى ، ووطنيتى هى تلك الفترة التى سوف أشدد بها عليك ، لكن إذا أتى أحد غريب يتكلم عنك وينقص من مقدارك أمامي فإني والله سوف أثور فى وجهه كالوحش الكاسر.. هذه هى وطنيتى.. عشت فيك يا جدة ولكن ليس منذ صغرى وإنما فترة دراستي الجامعية.. وعاش بك من كان قبلي ومن أتى بعدى من أقاربي وكنت أزورك كثيراً بعد تخرجي وأنا أحببتك من حبهم لك.. لدرجة انه اذا سألني عن شئ لم أعرفه أقول له انه موجود فى جدة.. عندما دخلت الجامعة أحببت أن أعرف شيئاً عن محافظة جدة فاتجهت الى المكتبة وقع على يدي مخطط كبير يحكى عن محافظة جدة وكيفية تخطيطها عن طريق شركة أمريكية من ولاية تكساس الامريكية.. حقيقة انبهرت بذلك التخطيط الراقى الذى يعتبر أول نواة لمحافظة جدة فى تخطيطها والبنية التحتية.. ثم ترك ذلك التخطيط بيد أمانة محافظة جدة كى تكمل مشوار التطور.. لم أكن أعلم أن تحت الورود ( دم وشوك). تلك الشركة التى سلمت نواة المشروع تخطيط محافظة جدة الحضارى رحلت من زمن بعيد جداً.. رحلت بعد أن أوعزت الى من يهمه الأمر بأن يستمر هذا التخطيط على نفس النمط وعلى نفس المنوال.. وأن يكون التخطيط بالتناسب شمالاً وجنوباً وشرقأ وغرباً حسب اتساع النطاق العمراني.. ماذا حدث بعد ذلك ؟!. حدث أن مخطط الصرف الصحى لم ينفذ منه سوى الربع.. وهو ذلك المتجه نحو المناطق الراقية وما عدا ذلك أصبح مناطق عشوائية.. عندما أرى عمارة مكونة من أربعة أو خمسة أدوار لكل دور شقتان أو أربع بواجهة الرخام ولم يصلها صرف صحي نقول عنها عمارة بنيت بناء عشوائياً.. إذاً ثلث أرباع منطقة جدة بنيت بناء عشوائياً.. عذر أكبر من ذنب!.. ثم يقولون ان البحر مستواه أو ارتفاعه أكبر من مدينة جدة.. عذراً أقبح من ذنب!.. هذا وليس لدينا نهر يفيض حتى ندينه كل تلك الادانة سوى بحيرة المسك.. وعندما ندخل الى مدينة جدة نشتم تلك الروائح التى تقول لنا ان الكيل قد طفح ويقولون لنا أمرها سهل قد أتينا بشركة ماليزية لتنقية الروائح.. يعالجون الخطأ بالخطأ.. لو اطلعنا منذ عدة سنوات والأمطار التى هطلت على دولة عُمان الشقيقة لمدة ثلاثة أيام وكيفية درء المخاطر هناك وكيف أن البنية التحتية كيف أنقذت تلك الدولة الشقيقة لكنا تعلمنا الكثير.. لو أطلعنا الى دولة لبنان التى خاضت عدة حروب وخرجت بأنقاض ورماد ورأينا البنية التحتية لكانت لنا الحقيقة واضحة العيان.. انظروا الى مدينة جاكرتا فى موسم أمطارها ولمدة أربعة شهور من فصول السنة.. لقد عشنا بكذبة ( جدة غير ) لقد كذبوا علينا.. طيلة ثلاثين سنة أو يزيد.. ماذا أقول عن من يسأل عن جدة ؟!! ماذا اقول عن من سمع عن مدينة جدة الجميلة عروس البحر الاحمر.. كلهم يسألوننى من خارج وطنى ؟!! ماذا أقول؟..!!!!! أعانكم الله. كيف تحاسبونهم ؟!.. هل ستحاسبون المسؤولين في جدة الحاليين أم السابقين أم اللاحقين أم الذين بعدهم وبعدهم وبعدهم.. ونمشي ويبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء الى القضاء ويقفل الملف.. لحين طوفان آخر... دمتم من الله بألف خير