اجتمع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة أمس بمقر المحافظة برؤساء الدوائر الحكومية والأمنية بمحافظة جدة واللجان الميدانية لمتابعة سير العمل والخطط التي وضعت لرفع أضرار السيول والأمطار التي هطلت مؤخراً على محافظة جدة. وناقش الاجتماع آخر التطورات والخطوات التي تقوم بها اللجان التي وصل عددها إلى 33 لجنة ميدانية موزعة على الأحياء المتضررة من عدد من الجهات المختصة ومندوبي محافظة جدة لحصر الأضرار والمساعدات التي قدمتها للمتضررين. ووجه سمو محافظ جدة الجميع بمضاعفة الجهود وسرعة تسهيل حركة السير وإعادة التيار الكهربائي ورفع المخلفات من الميادين والشوارع المتضررة وداخل الأحياء وحصر الأضرار واحتياجات المواطنين والعمل على مدار الساعة لمواصلة هذه الجهود لحين اعادة الوضع إلى حالته الطبيعية. والزائر لمدينة عروس البحر الأحمر حالياً لا يستطيع أن يمنع أذنيه من التقاط أكثر العبارات مأساوية عن القصص المروعة التي أصابت عدداً من السكان الذين فقدوا كل شيء النفس والولد والمال والبيت بسبب الأمطار والسيول التي اجتاحت عدداً من أحياء جدة ، وخلفت وراءها آهات وأحزاناً لا تندمل ، فرائحة الجثث الطافية فوق المياه قلَّ أن تُنسى من الذاكرة ، أو تمحى من النفوس التي شاهدت وقائع ما جرى أمام عينيها. فالقتلى الذين جرفتهم موجات السيول العارمة ارتفع عددهم إلى 103 ما بين نساء وأطفال وشباب ومسنين حتى أمس الأول ، فيما تبذل الجهات الحكومية جهوداً حثيثة لاسكان المتضررين وتدبير حاجياتهم ، ومنحت إدارة تعليم البنات في منطقة مكةالمكرمة 7 أيام اجازة استثنائية لطالبات المدارس المتضررة في حي قويزة. وأكد رئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور صالح بن حميد أن المحاكم وديوان المظالم وهيئة الرقابة والتحقيق تشرع أبوابها لاستقبال دعاوى المتضررين مما خلفته سيول جدة. من جانبه أكد وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف ان التعويضات المصروفة للمتضررين جراء سيول جدة مخصصة للمساكن والاحتياجات الضرورية ولا تشمل المركبات التي تعرضت للدمار أو التلف. وتحركت الجمعيات الخيرية لاعانة المتضررين ، فيما ساهمت عدد من الشركات الخاصة مع أمانة جدة في رفع الانقاض عن الأحياء المتضررة. وتحدث عدد من أهالي حي البستان في جدة عن الاضرار الكبيرة التي وقعت بالحي ، مشيرين إلى أن السيل قد سحب عدداً من الجثث ، فيما فقد العشرات وسط المنازل المدمرة . وقد انقطع التيار الكهربائي مما جعل السكان في حالة تشرد وضياع وذهول. ووصف آخرون أن منسوب المياه دخل الى البيوت والمركبات التي جرفتها السيول والمناظر الأكثر إيلاماً هي رؤية الناس وهم يصيحون وقد أخدهم السيل إلى وادي الموت.