سلامة ضيوف الرحمن , مسؤولية تحمل جزء منها رجال الدفاع المدني خلال موسم الحج , حيث تواجدوا في جميع أرجاء العاصمة المقدسة والمشاعر لتقديم المساعدة لحجاج بيت الله الحرام في مشاهد إنسانية , كان لها أثرها في نفوس ضيوف الرحمن. وتعددت إسهامات قوات الدفاع المدني خلال موسم الحج , وفق خطة “ تدابير “ شاملة للتعامل مع كافة المخاطر المحتمل حدوثها والتي تم رصدها عبر فرق متخصصة في الرصد والاستشعار وتحليل المخاطر في تأمين سلامة الحجاج ضد مخاطر الحرائق والسيول والأمطار والتلوث وحوادث الأنفاق وتساقط الصخور والأمراض الوبائية , فضلاً عن الحوادث الناجمة عن الإزدحام أثناء أداء الحجاج مناسكهم وتواجدت وحدات الدفاع المدني في جميع المواقع وفق خطة انتشار دقيقة تمنح أولوية للأماكن ذات الخطورة العاليه, بالإضافة إلى دوريات وفرق متحركة للتدخل السريع في حال وقوع أي حوادث مفاجئة في أماكن أخرى. وتكاملت تجهيزات قوات الدفاع المدني بالحج لأداء مهامها في الإطفاء والإنقاذ والإسعاف من حيث المعدات والآليات أو القوى البشرية المؤهلة , والتي يتم تدريبها على مواجهة كافة المخاطر المحتملة من خلال تمارين فرضية تحاكي الواقع وتستشرف كل الصعوبات المتوقعة. واستشعر رجال الدفاع المدني عظمة المسؤولية الملقاة على عاتقهم في حماية أمن وسلامة ضيوف الرحمن , ليؤتي التدريب والتجهيز والاستعداد ثماره. وتميزت إسهامات الدفاع المدني خلال موسم الحج هذا العام بتعزيز الإجراءات الوقائية تحت شعار “ الوقاية هي الغاية “ وهو الشعار الذي يجسد في عدد كبير من البرامج التوعوية بشروط ومتطلبات السلامة , والتي استهدفت جموع الحجاج بملايين الهدايا التوعويه واللوحات الإرشادية والمطبوعات , ورسائل الجوال , والتي أكد الحجاج استفادتهم منها في تجنب المواقع الخطرة , ومعرفة كل الإجراءات الواجب الالتزام بها, وحرصت قوات الدفاع المدني بالحج على استثمار كل وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية ووسائل النشر الإلكتروني في توعية الحجاج قبل, إثناء وبعد قدومهم للمملكة. ويؤكد أداء قوات الدفاع المدني خلال موسم الحج استيعابها للمعطيات المرتبطة بالمشروعات الجديدة بالمشاعر المقدسة, من قدرتها على ابتكار حلول لمواجهة كافة المخاطر في التوسعة الجغرافية في مشعر عرفات والتي أضافت أربعة مواقع جديدة نجحت وحدات الدفاع المدني في تغطيتها بكل وسائل السلامة في وقت وجيز , بالإضافة إلى استفادتها من الإمكانات الهائلة لمنشأة الجمرات في تنفيذ خطة انتشار في جميع مداخل ومخارج منطقة الجمرات لمنع التكدس أو الإزدحام , وتحقيق أقصى درجات الجاهزية لمواجهة كافة المخاطر المحتملة , بما في ذلك تواجد قوات الإسناد لتقديم الدعم لجميع الوحدات المنتشرة في المشاعر المقدسة. وأثبتت الأمطار الغزيرة التي هطلت على مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة في يوم التروية , مدى جاهزية قوات الدفاع المدني , حيث تم تطبيق الخطة التفصيلية الخاصة بالأمطار والسيول , بدءا من إصدار بيان عاجل يحذر الحجاج من التواجد في مصارف السيول بالمشاعر أو أسفل سفوح الجبال ويطالبهم بالحيطة والحذر , مروراً بوضع فرق الإنقاذ المائي المجهزة بالقوارب على أهبة الاستعداد وصولاً إلى نشر عدد كبير من الدوريات لمتابعة الأحوال الميدانية , وتوجيه الحجاج إلى المناطق الأقل عرضة لمخاطر السيول , وتجهيز معسكرات الإيواء لنقل الحجاج إليها في حالة تزايد نسبة المخاطر. ومثلما أشاد حجاج بيت الله الحرام بجهود الدفاع المدني في مجال التوعية بمتطلبات السلامة , كان هناك تقدير كبير لانتشار الوحدات الميدانية في مشعر منى أثناء سقوط الأمطار , بالإضافة إلى وحدات الإسعاف والتي تواجدت على مدار الساعة وقدمت خدماتها الطبية للحجاج , ونقل من تستدعي حالته منهم إلى المستشفيات والمراكز المتخصصة. وأجمع عدد كبير على أن تواجد وحدات الدفاع المدني خلال سقوط الأمطار كان باعثاً على الطمأنينة والهدوء , مثلما كان تواجد هذه الوحدات في عرفة ومزدلفة ومنى ومرافقتهم للحجاج في جميع المشاعر , دليل على جاهزية تامة وتنسيق كبير مع الجهات المشاركة في الحج لاتخاذ قرارات سريعة للتعامل مع كافة المخاطر المحتملة. وتواصلت أعمال الدفاع المدني بالحج في أول أيام التشريق لتؤكد على هذه الجاهزية في الاستعدادات والتميز في الأداء , حيث انتشرت وحدات الدفاع المدني بمنشأة الجمرات , وتعاملت بهدوء ووعي مع زيادة عدد الحجاج في الطابق الأرضي بجسر الجمرات , ليتم توجيههم بسرعة إلى الطوابق الأخرى , لمنع الازدحام والتكدس وما قد يترتب على ذلك من حوادث, في حين كانت فرق الإنقاذ والإسعاف في حركة دائمة لنقل أي حاج يتعرض للإجهاد أو الإرهاق إلى مراكز الأخلاء الطبي بمنطقة الجمرات لتلقي الإسعافات اللازمة ثم مساعدته على أداء نسكه , أما في محيط الحرم المكي الشريف ومحاور الوصول إلية فكانت وحدات الدفاع المدني ودورياتها الجوالة متواجدة على مدار الساعة لتأمين سلامة الحجاج في شبكة الأنفاق وحماية مئات الآلاف من المشاة من مخاطر التلوث الهوائي أو نقص الأوكسجين بها. وتبقى إنسانية رجال الدفاع المدني هى الملمح الأكثر وضوحاً أثناء أداء مهامهم في حماية الأرواح والممتلكات طوال مناسك الحج , والتي كان لها أكبر الأثر في نفوس الحجاج الذين شعروا بمدى حرص هؤلاء الرجال على سلامتهم , ومساعدتهم لاستكمال أدائهم لمناسكهم , فكانت علامات الرضا على وجوه جموع الحجاج شهادة تقدير لضباط وأفراد الدفاع المدني مقترنة برسائل شكر لحكومة خادم الحرمين الشريفين , ودعوات بأن يحفظ للمملكة العربية السعودية أمنها واستقرارها ورخائها. وجاءت لغة الأرقام لتؤكد نجاح قوات الدفاع المدني والتي وصل عددها إلى أكثر من 13750 من الضباط والأفراد وما يزيد عن 3900 معدة وآلية متعددة الاستخدامات , في أداء مهامها في خدمة ضيوف الرحمن , حيث لم تسجل حوادث مؤثرة في سلامة الحجيج , وتراجع كبير في عدد الإصابات والوفيات بصورة كبيرة مقارنة بمثيلاتها في الأعوام السابقة.