| معظمنا يشكو من وَهَنٍ أصاب بعض ما ورثناه من قيم وعادات اجتماعية ذات أثر بالغ في البناء الأسري والاجتماعي عامة. تلك الصور البديعة للأمس الجميل ، باتت أمثلة نرددها حين نواجه مآزق الحياة ونكتوي بسلبيات أحداثها المتعبة. | كان (رب الأسرة) حريصاً على البناء الأسري وتماسكه يعينه في ذلك - بعد توفيق الله تعالى - كل أفراد الأسرة. هو يرعى أسرته ويهتم بشؤونها من خلال العمل على توفير لقمة العيش وتلبية المطالب الضرورية لهم .. وإن استطاع لا يبخل عليهم ببعض الكماليات يمنحهم من الوقت ما يكفي للاطمئنان على أحوالهم النفسية ، والتثبت من أسلوب ممارستهم للأشياء ، وطريقة تعاملهم مع الآخرين. وتوجيه نصائحه الهادفة إلى تنشئة الواحد منهم نشأة صالحة قوامها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ، ليتحمل الفرد مسؤوليته بكل جدارة. | وكانت (الزوجة) ربة منزل بحق ، تقوم بواجباتها المنزلية على أكمل وجه ، تعلم بناتها فنون التدبير المنزلي ، وتغرس في أرواحهن ما يؤهلهن لحياة زوجية سعيدة بإذن الله تعالى. | وما يميز الأولاد عامة شعار (طاعة الوالدين) .. يلبون النداء برضى واحترام ، ويؤدون ما يُطلب منهم دون ضجر أو تذمر. ويحاول كل واحد منهم أن يكون محل الثقة وتحمل المسؤولية. | وكان المجتمع كله يمثل الأسرة الواحدة .. في ترابطه وتراحمه وحرص أفراده على السؤال وتفقد الأحوال. - ماذا حدث ليتغير الحال إلى ما نراه ونعيشه من مجريات حياتية اجتماعية باعدت بين الأرواح المتآلفة ، وتمردت على قيم أصيلة هي ثروتنا الحضارية الحقيقية؟!. - لم يُجبرنا أحد على التخلِّي عن مبادئ اخلاقية نشأنا عليها .. ولم ينقصنا الوعي المعرفي بالدروب الموصلة إلى الخير والسعادة .. وإنما هو الضعف أمام المغريات العصرية ، والخنوع لهوى النفس .. ولا يعني هذا أن كل معطيات الحضارة الإنسانية شر وبلاء .. فالمفيد من الجديد ظاهر للعيان ويمكن تسخيره لصالح قيمنا وعاداتنا الموروثة. فالمسألة تعود - أولاً - إلى العزيمة الصادقة ، واتخاذ القرار المناسب لحياة اجتماعية يسودها الحب والتآلف ، والتمسك - قبل أي شيء آخر - بما جاء في عقيدتنا السمحة التي فيها الخير والسعادة في الدارين. | وكفى بالقرآن واعظاً .. قال الله تعالى (إن الله لا يغِّير ما بقوم حتى يغِّيروا ما بأنفسهم) (الرعد/آية 12).