أكد المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية اللواء المهندس منصور التركي إنجاز المرحلة الثانية من خطط أمن الحج لهذا العام بعد اكتمال دخول حجاج بيت الله الحرام لمشعر منى . وقال (إن الكل تابع وشاهد خلال اليومين الماضيين الأمور وهي تسير ولله الحمد وفق ماتم تحديده في الخطط الموضوعة ، ويمكن اعتبار أهداف الخطط بشكل عام سواء الخطط الأمنية أو المرورية قد تحققت وبمستوى مرض للغاية) . وبين في المؤتمر الصحفي الثاني عن أعمال حج هذا العام 1430ه الذي عقد في مقر الأمن العام في منى أمس إلى أن ضيوف الرحمن تمكنوا من الوقوف يوم أمس الأول على مشعر عرفات ومن ثم النفرة إلى مزدلفة وفق الأهداف المحددة خاصة ما يتعلق بمنع استخدام السيارات التي تقل سعتها عن 25 راكبا مما انعكس بصورة إيجابية للغاية في مشعر عرفات ومنى حيث تم نقل الحجاج بكل طمأنينة وهدوء. وأضاف اللواء التركي (قد يكون لنا بعض الملاحظات على خطة النفره من عرفات إلى مزدلفة إلا أن الظروف المعروفة للجميع خاصة في مشعر مزدلفة ربما لم تساعد كثيرا ونتطلع في أن يكون هذا العام المناسبة الأخيرة التي نشهد فيها استمرار هذه الصعوبات حيث نتطلع العام القادم إن شاء الله في تنفيذ المرحلة الثالثة من النقل بالرحلات الترددية وتشغيل المرحلة الأولى لقطار المشاعر والتي ستكون كفيلة بإذن الله في معالجة ما يتعلق بالنفره من عرفات إلى مزدلفة). وأكد استمرار العمل في الأيام القادمة في تنفيذ الخطط مبينا أن خطط رمي الجمرات تمثل الخطط الأساسية في هذه الأيام بالإضافة للخطط المختلفة التي يحتاجها حجاج بيت الله الحرام أثناء إقامتهم في مشعر منى ومن ثم مغادرتهم إلى مكةالمكرمة في طريقهم إلى أوطانهم بإذن الله . وأشار إلى أن كل الجهات المشاركة في أعمال الحج ستستمر في تنفيذ خططها وتقديم خدماتها المتميزة لحجاج بيت الله الحرام. وعن الصعوبات التي واجهت الجهات الأمنية في المشاعر المقدسة في الأيام الماضية ومدى تأثيرها على الخطط الموضوعة للحج قال اللواء منصور التركي (ليس هناك صعوبات يمكن أن تحول دون تقديم مستوى مرض من الخدمة لضيوف الرحمن ، ربما واجهتنا بعض الصعوبات أثناء تصعيد الحجاج إلى عرفات فيما يتعلق بمنع السيارات أقل من 25 راكبا من دخول المشاعر المقدسة ، لكن إصرار رجال الأمن ممثلين في قيادة قوات أمن الحج لشؤون المرور على تحقيق الغايات التي استهدفت الدولة تحقيقها من خلال صدور مثل هذا القرار ، جعلتهم يبذلون كل ما في وسعهم من جهود للحيولة دون دخول هذه السيارات إلى المشاعر المقدسة). وأضاف إن ذلك انعكس يوم أمس الأول أثناء دخول الحجاج إلى عرفات في حركة مميزة للمشاة خاصة في طريق الطائف نظرا لمنع السيارات التي كانت تقلهم من دخول المشاعر مما اضطرهم للترجل من السيارات والسير على الأقدام إلى داخل عرفات حيث لم تكن المسافة طويلة . وبين أن أكثر ما أثر على عملية النفرة من عرفات يوم أمس الأول كانت الكثافة المميزة التي رصدت لحركة المشاة سواء في طريق المشاة أو على طريق السيارات على الرغم من الجهود الكثيفة لتوجيه حركة المشاة إلى الطرق المخصصة لهم ولكن الكثافة كانت مرتفعة وتم التعامل معها على النحو المطلوب والمأمؤل . وأوضح المتحدث الأمني بوزار ةالداخلية أن نفرة الحجاج من مزدلفة إلى منى كانت مميزة للغاية حيث أمكن خدمة كل الحجاج سواء المشاة أو المستقلين للحافلات ، مبينا أن ما تحقق في منى هذا العام كان نتيجة للجهود المبذولة لتنفيذ قرار منع السيارات أقل من 25 راكباً . وأضاف أن حركة الحجاج لرمي الجمرات أمس (مميزة) والأداء في الجمرات يتحسن من عام إلى عام مع اكتمال الجسر هذا العام . وقال (كان هناك عدد كبير من الحجاج الذين رموا الجمرات من الدور الرابع أو الخامس الذي أضيف هذا العام وكانت حركة الحجاج الذين قدموا من حي العزيزية عبر استخدام السلالم الكهربائية التي تربط الحي وشارع العزيزية بالدور الرابع) . فيما أرجع اللواء التركي الصعوبات التي واجهت النفره إلى عدة عوامل من أهمها محدودية المساحة المسطحة التي يمكن الاستفادة منها في مشعر مزدلفة وتداخل السيارات مع المشاة معربا عن تطلعه لرأي الحجاج فيما قدمته الدولة ممثلة في قطاعاتها المختلفة لهم من خدمات . واضاف (يهمنا أن ننظر لخططنا بعين مهنية ونحرص أن لا نحكم بأحكام إيجابية بالغة على هذه الخطط ، ونسعى دائما أن نتلمس الأخطاء وكل الملاحظات ذات العلاقة بالخطط في سبيل أن نبدأ بعد موسم هذا الحج في دراسة هذه الخطط والعمل على الرقي بها بما يضمن تلافي كل الملاحظات السلبية والأخطاء في السنوات القادمة بإذن الله). وقال المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية في رده على سؤال عن تجاوزات فردية وشعارات صدرت من بعض الحجاج (لم يحدث أي شئ يعكر صفو الحج إطلاقا ، ويجب أن لا نسئ الظن عندما نشاهد تجمعات في بعض الاماكن ، وفيما لو حصل شئ من ذلك فبكل تأكيد سوف نتعامل معهم بالنصح والتوجيه) . وأكد في إجابته على سؤال أنه لم يتم ضبط او إيقاف أحد من المطلوبين أمنياً او المتسللين في الحج ولكن كان هناك حالات مخالفة لأنظمة الإقامة تم التعامل معها وفق الأنظمة المعتمدة رافضا ربط ذلك بأبعاد ذات علاقة بالمتسللين او مسلحين أو الفئة الضالة التي اعلنت وزارة الداخلية عدداً من البيانات ذات العلاقة بهم . أما عن قرار منع المركبات سعة أقل من 25 راكباً ، أوضح اللواء منصور التركي أن القرار لم يكن مفاجئاً لأحد خاصة انه قد سبقه تغطية إعلامية كما أن التعليمات تقضي أن يسجل من أراد الحج بسيارته الشخصية في إدارة المرور ليحصل على تصريح يميزها عن غيرها وبالتالي كل من التزم بالتعليمات التي كانت مطبقة في السنوات الماضية كان سيبلغ من المرور بأن هذه السيارات لم تعد تجاز استخدامها في الحج . وأوضح أن إدارة وتنظيم حركة المرور في مناطق الحج تلقى اهتماما بالغا من الجهات المختصة لمعالجة منظومة الحركة والنقل . وكشف عن أن السنة القادمة سيتم فيهما مشروعان أساسيان للنقل داخل المشاعر المقدسة ممثلان في المرحلة الثالثة للنقل بالرحلات الترددية إضافة إلى قطار المشاعر وهو ما سيحدث بكل تأكيد نقلة نوعية خصوصا التصعيد لعرفات والنفرة منها وكذلك الدخول من مزدلفة إلى منى حيث سيتم فصل حركة المشاة عن حركة السيارات . وأكد اللواء منصور التركي ان عدد ضيوف الرحمن الذين قاموا أمس برمي جمرة العقبة قبل صلاة العصر يقدر بنحو المليون ونصف المليون حاج . من جهته أوضح مندوب هيئة الهلال الأحمر السعودي الدكتور خالد الحبشي أن الهلال الأحمر نقل حتى عصر اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك (6500) حالة من مختلف المواقع في المشاعر المقدسة ..فيما تم نقل (900) حالة يوم عرفة و(1000) حالة في يوم التروية. وبين أن الأرقام المسجلة لدى هيئة الهلال الأحمر السعودي في هذا العام تقل عن العام الماضي . . وعزا ذلك للقرارات التي صدرت والتوصيات بعدم حج كبار السن أوالأطفال. وامتدح خطة حج هذا العام وما أسهمت به في سهولة حركة المركبات وبالتالي تيسر حركة سيارات الإسعاف وهو ما يأمل الجميع تحققه بشكل كامل إن شاء الله . وأشار مندوب هيئة الهلال الأحمر السعودي إلى أنه ولأول مرة يعتمد في حج هذا العام تشكيل فريق متخصص لمكافحة العدوى تماشيا مع ظهور فيروس الإنفلونز المستجدة (H1N1) ..مبيا أن الفريق يرتكز على محورين أساسيين أولهما متابعة العاملين مع الهيئة في نقل الحوادث من خلال تقديم الرعاية الأولية لهم ، وثانيهما هو التعامل المباشر مع سيارات الإسعاف الناقلة للحالات وتعقيمهما بالكامل بعد كل حالة نقل. بعده تحدث مندوب وزارة الحج عبدالعزيز الحسون . . مفيدا أنه لم يتم تسجيل مخالفات حتى الآن على مؤسسات الطوافة لحجاج الداخل مشيرا الى أن ذلك يعكس تحسن أداء وعمل مؤسسات الطوافة لحجاج الداخل من عام لآخر وأن هذا هو مايطمح له جميع منسوبي وزارة الحج وكذلك القائمين على حج هذا العام من مختلف الجهات الحكومية. وقال (كنت قبل قليل في لجنة ضبط المخالفات لحجاج الداخل ولم أجدهم قد سجلوا أي شكاوى أو مخالفات ولله الحمد. في حين ننتظر من اليوم الإحصائيات الخاصة بمؤسسات الطوفة لحجاج الخارج). وبين أن مايقدم من خدمات في مؤسسات الطوافة يأتي امتدادا للحرص الكامل من الوزارة لظهور موسم حج هذا العام بالمظهر الحسن الذي يتناسب وماتقدمه المملكة من دعم ومايبذل من جهود لإنجاحه. وعن مدى تأثير هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها جدة على خطة الدفاع المدني في المشاعر المقدسة قال مندوب المديرية العامة للدفاع المدني عبدالله الحارثي (إن التأثيرات على محافظة جدة مفصولة تماما عن المشاعر المقدسة) مؤكدا أن الدفاع المدني يعتمد على مخزون خاص من الاحتياطات لموسم الحج لايستخدم في مناطق غير المشاعر وفقا للخطة مستبعدا حدوث أي تأثيرات على خطة الدفاع المدني لحج هذا العام. وأبان أنه تم دعم محافظة جدة بقوات إسناد خاصة لمساندة القوات الموجودة بها وذلك للإسراع في عمليات نقل المركبات المتضررة وغيرها لمواقع أخرى آمنة...مشيرا الى أن الأوضاع الحالية في محافظة جدة ومنطقة المشاعر مطمئنة . وقدم باسم جميع منسوبي المديرية العامة للدفاع المدني خالص العزاء لأسر ضحايا الحوادث من جراء الأمطار والسيول بجدة داعيا الله لهم بالرحمة والجنة .. وبين أن كل محافظة من محافظات المملكة لها لجنة يرأسها المحافظ تقوم وفور تلقي أي بلاغ بالتعامل معه فورا.. وشرح بانه فور تلقي البلاغ عن ماحدث في جدة تم توجيه طائرات الدفاع المدني لعمل مسح جوي والتأكد من ضرورة إعلان خطة طوارئ للسيول والأمطار وعقب ذلك عقد اجتماع راسه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وتم على إثره إعلان إدارة أزمة فقام الدفاع المدني بدوره من خلالها بجهود كبيرة بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى . واشار إلى أنه تم إنقاذ (1110) حالات حتى أمس كما تم تسجيل (85) حالة وفاة في محافظة جدة . وأكد مندوب المديرية العامة للدفاع المدني أن ما قام به منسوبو الدفاع المدني في هذا الإطار كان وفق خطة عمل رغم صعوبة الموقف . وأوضح أن مستوى اندفاع مياه السيول قد فاق الوصف والقدرة .. ولكن بتكاتف الجهود تم التعامل بمثالية مع الموقف بتوجيه ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية. وأكد الحارثي أن الاستفادة من مثل هذه الكوارث لابد أن تشمل مكان وقوعها وأماكن اخرى مستقبلاً . ونفى الرائد الحارثي أن تكون المديرية العامة للدفاع المدني قد حذرت عبر رسائل من التواجد بالقرب من بحيرة المسك او تحذير السكان القريبين منها وقال (لم نحذر المواطنين إطلاقاً وليست من عادة الدفاع المدني إرسال مثل هذه التحذيرات دون تأكيدات .. وأكد أنهم ارسلوا فرقاً لبحيرة المسك لمسحها بالكامل والتأكد من عدم ارتفاع منسوب المياه فيها مستقبلا)ً. كما أن أفراد الدفاع المدني تمكنوا من إخلاء ( 1215) شخصاً حتى عصر أمس وأن التوجيهات صدرت بإسكانهم في الشقق المفروشة. وعن التعويضات المقررة لأصحاب المركبات والممتلكات المتضررة أوضح الرائد الحارثي أن هناك لجان تعمل لحصر الاضرار من مركبات ومساكن ومتاجر وانه ووفقاً للإجراءات النظامية لعدة جهات مشكلة من وزارة المالية وغيرها ليتم الاعلان للمتضررين بالتقدم لتلك الجهات . وشكر مندوب المديرية العامة للدفاع المدني في ختام حديثه وسائل الإعلام المختلفة على تفاعلها مع الأحداث مؤكداً أنها الشريك الرئيسي في نجاح اي خطة عمل . من جهته أبان المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني أن عدد حالات الوفاة المسجلة بسبب الانفلونزا المستجدة بلغت (4) حالات خلال اليومين الماضيين في مشعر عرفات ويوم التروية. وعزا سبب انحسار عدد الوفيات إلى توفيق الله اولاً ثم للتدابير الاحترازية والوقائية الصحية التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين ومنها انعقاد المؤتمر الدولي في الرياض والذي اعتمدت توصياته لدى منظمة الصحة العالمية والعديد من المنظمات الصحية المحلية والدولية. وبين أن التوصيات افرزت عدداً من الإجراءات الاحترازية ومنها إجراءات الترصد الوبائي الآلي عبر الأقمار الصناعية واستخدام الكاميرات الحرارية إضافة للفرق التوعوية التي يبلغ عددها (39) فرقة تتشكل كل فرقة منها عدد 2 4 بينهم طبيب وممرض وباستطاعتهم تقديم الأدوية فوراً لأي حالة تتطلب التدخل الطبي .