غادر رئيس الوزراء التايلندي الأسبق ثاكسين شيناواترا كمبوديا أمس منهيا بذلك أزمة سياسية بين البلدين الجارين استمرت أربعة أيام. وقال مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية إنه شاهد شيناواترا المطلوب في بلاده بتهم فساد يغادر على متن طائرة خاصة من مطار سيم ريب الدولي، مضيفا أن بين مودعيه نحو 50 برلمانيا من أعضاء حزبه الذين قدموا خصيصا للقائه في كمبوديا. ويعتقد أن رئيس الوزراء التايلندي الأسبق المقيم في المنفى منذ إطاحته بانقلاب عسكري عام 2006 سيعود إلى دبي التي يدير منها إمبراطوريته المالية. وكان شيناواترا حضر إلى بنوم بنه بدعوة من صديقه رئيس الوزراء هون سن للعمل كمستشار اقتصادي للحكومة الكمبودية وسط تقديرات المراقبين بأنه سيسعى لاستخدام وجوده فيها للعودة إلى السلطة. وتولى هون سين الدفاع عن صديقه وظهرا معا أمس الأول وهما يلعبان الغولف في سيم ريب: في حين اتهم شيناواترا -في محاضرة اقتصادية ألقاها أمس الأول- حكومة رئيس الوزراء التايلندي الحالي أبهيسيت فياجيفا (بالوطنية الكاذبة). وكان استقبال تاكسين وتعيينه في منصب مستشار لسين قد أغضبا حكومة تايلندا التي سارعت إلى تسليم نظيرتها الكمبودية طلبا بتسليم شيناوترا المحكوم عليه غيابيا بالسجن لعامين بسبب انتهاك القوانين والصادرة بحقه مذكرة اعتقال مع 12 من قادة حزبه. وبررت حكومة بنوم بنه موقفها الداعم لشيناواترا بالقول إن الأحكام الصادرة بحقه ذات طابع سياسي قبل أن يتبادل البلدان استدعاء سفيريهما للتشاور واتخاذ إجراءات تصعيدية. وقامت تايلند بتجميد مفاوضات مع كمبوديا حول صفقة لاستثمار الغاز والنفط جرى توقيعها خلال وجود ثاكسين في السلطة. وفي المقابل قامت حكومة كمبوديا أمس الأول بطرد السكرتير الأول في السفارة التايلندية بعد إلقاء القبض في بنوم بنه على رجل تايلندي اتهم بالتجسس على تاكسين. واعتبر رئيس الحكومة التايلندي فياجيفا أمس الأول أن قرار طرد الدبلوماسي يهدف إلى استدراج رد عنيف من طرف حكومته، مشيرا إلى أنه سيقوم برد (سلمي) على الخطوة.