خلق الله الإنسان ، وجعله خليفة في أرضه (ليُبرز مشيئة الخالق في الإبداع والتكوين ، والتحليل والتركيب ، وكشف ما في هذه الأرض من قوى وطاقات وكنوز وخامات ، وتسخير هذا كله - بإذنه تعالى في المهمة التي وكلها الله إليه). | وفي البدء - كما نعلم - كانت المحاولات الأولى لاكتشاف وسائل معينة على التكيف المعيشي مع البيئة ، ولم تكن المخترعات البدائية الأولى حصيلة الصدفة - في كل الأحيان- بل كانت نتيجة «بحث وتأمل وتحليل وتجريب» مع الشعور بحتمية الوصول إلى نتيجة تحقق الهدف (الاكتشاف). | ومع الزمن تطورت الأدوات البدائية ، نتيجة الانفتاح العقلي وتنوع المعارف ، فأصبح الإنتاج أكثر دقة وإبداعاً- في جميع المجالات التعميرية أو حتى التدميرية، واندفعت عجلة الحياة دون توقف ، وسارت في كل اتجاه ..تبحث عن المستجدات ، وتصنع المستحيلات ،لاستكشاف ما تخبئه التقنية العصرية المذهلة. | ولم تعد القناعة كافية بما هو موجود ، فالتطلعات نحو كل جديد لاتزال تسبح في فضاءات ، وأعماق مليئة بالأسرار ، وكما قال أحدهم: (إن هذا العالم ، خزانة مليئة بالأشياء ، المكدس بعضها فوق بعض ، فكلما نبشتها ، وجدت شيئاً جديداً لم تجده في المرة التي سبقتها، ويزودك هذا الشيء بزاد جديد في سفرتك مع الحياة، ويفتح لك آفاقاً جديدة لاستكشاف حقيقته وأسراره ، ومعرفة مدى تقدمه وتطوارته). | هذه «الخزانة العجيبة لا تزال المستهدفة من ذوي العقول المبتكرة لكشف الأسرار ، وتحقيق الإنجاز الحضاري المتطور». - ولم يكن مثل هذا التوجه الإنساني في الكشف قائماً على وتيرة واحدة في كل العصور، ففي فترة النشاط المتوثب للفاعلية الذهنية تظهر منجزات حديثة تخدم الحياة، بينما يكون الخمول الفكري سبباً مؤثراً في ركود النشاط الإنساني ، وتخلفه عن المسيرة الحضارية.. | وعندما نُشيد بالعقليات المبتكرة في مجتمعنا السعودي، والتي أتاحت لها حكومتنا الرشيدة فرص إظهار فاعلياتها النشطة فإن الأمل كبير في اجتهاد شبابنا، وادراكهم للدور المناط بهم مهما كان التأهيل. | إن الطموح في اكتساب مهارة جديدة له أثره في تطوير الأداء، والخروج من الدائرة الضيقة لروتين الوظيفة، ولا يتم ذلك إلا بالمران ، وصقل الخبرة بالدورات التدريبية ، وتقبل التدرج المنطقي للمهنة دون تأفف أو تقليل مع شأن العمل (المهني) ..ولينظر الشاب المستكن على كرسيه إلى تطور أداء العمالة المستوردة فتجد أحدهم يتنقل بخبرته ويطورها إلى درجات أعلى تكسبه المردود المادي الذي ينشده. والله الموفق