تعهد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في أول خطاب له -بعد الإعلان عن فوزه بفترة رئاسية ثانية- بالعمل على تشكيل حكومة وطنية ترضي جميع الأطراف في بلاده, داعيا طالبان للعودة إلى ما وصفها بثوابت الوطن, في الوقت الذي اعتبرت فيه الحركة إلغاء الجولة الثانية من الانتخابات نجاحا لإستراتيجيتها.وقال كرزاي في خطاب نقله التلفزيون الرسمي (أود أن أقول إن ما من أحد سيجد نفسه مبعدا من هذه العملية, كلنا سنكون جزءا من الحكومة الأفغانية). كما تعهد بمحاربة الفساد واستئصاله من البلاد.وأضاف أن جولة الإعادة التي كانت مقررة السبت المقبل كانت هي الأفضل لأفغانستان. ودعا الرئيس الأفغاني عناصر طالبان الذين وصفهم بالأخوة إلى (العودة لديارهم وأراضيهم).بالمقابل اعتبرت حركة طالبان إلغاء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية نجاحا لإستراتيجيتها في عرقلة الانتخابات التي وصفتها بغير الشرعية.وقال بيان للحركة إن إعلان كرزاي رئيسا للفترة الثانية دليل على أن القرارات تتخذ في واشنطن ولندن ويتم إعلانها في كابل على حد تعبيرها. وأضاف بيان الحركة أن الهجوم الأخير على موظفي الأممالمتحدة أظهر أن البعثة (ليست آمنة حتى في كابل).وجاءت تلك التصريحات بعد يوم من إعلان اللجنة المستقلة للانتخابات رسميا فوز كرزاي بالرئاسة لفترة ثانية.وكان المرشح عبدالله عبدالله غريم كرزاي أعلن أمس الأول انسحابه من الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة. وبرر عبدالله انسحابه بقوله إن حكومة منافسه لم تستجب لمطالب تقدم بها من أجل ضمان إجراء انتخابات نزيهة. على صعيد ردود الأفعال على إعلان فوز كرزاي قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه حث نظيره الأفغاني على تحسين إدارة حكمه بعد الانتخابات الرئاسية. وأعلن أوباما أنه حث كرزاي -في محادثة هاتفية بينهما أمس الأول - على إحداث (إجراءات) على الأرض، وأكد أنه سيراقب الوضع الأمني لضمان وجود تقدم في أفغانستان.من جانبه تعهد الأمين العام للأمم المتحدة, بان كي مون -بعد محادثات أجراها أمس في كابل مع الرئيس الأفغاني- بالاستمرار في الوقوف إلى جانب الشعب الأفغاني في سعيه للرخاء والسلام على حد تعبيره. وفي موسكو تعهدت الخارجية الروسية في بيان ب(مواصلة الدعم الضروري لدولة أفغانستان الصديقة, وبتطوير التعاون في الميادين السياسية والاقتصادية والإنسانية, ومكافحة الإرهاب والإجرام وفي مجال مكافحة المخدرات). بدوره قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله إن قرار إعلان كرزاي رئيسا جاء (متوافقا مع الدستور الأفغاني). وطالب الوزير الرئيس الأفغاني بأن يكون (رئيسا لكل الأفغانيين), مشيرا إلى استعداد بلاده مواصلة التعاون مع أفغانستان. من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر إن بلاده (تقف إلى جانب الشعب الأفغاني), وطالب بتشكيل حكومة في كابل تحظى بموافقة جميع الأطراف. وأضاف (لن نكون ربحنا شيئا إذا لم نستطع أن نكسب أغلبية الشعب الأفغاني).