كل الدلائل تشير إلى أن المرشح الأفغاني للرئاسة وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله يتجه إلى الانسحاب من خوض جولة الاعادة ، وسيرتب المرشح عبدالله عبدالله سيناريو مقبولاًً لإعلان هذا الانسحاب من خلال اجتماع المجلس الأعلى للقبائل. ومن المعروف أن الفارق كان كبيراً بين كرزاي وعبدالله عبدالله بل وفقاً للنتائج الأولية فقد كان كرزاي فائزاً برئاسة أفغانستان ولكن الطعون أثبتت أن هناك تزويراً كبيراً تجاوز المليون صوت مما جعل نسبة كرزاي أقل من خمسين في المائة وبالتالي حتم عليه بل وعلى العملية الانتخابية كلها اجراء جولة اعادة جديدة. ومن شأن انسحاب عبدالله أو يوفر كثيراً من الوقت والعناء ولمصلحة أفغانستان في الوقت الراهن أن ينسحب المرشح المنافس لكرزاي لقفل الطريق أمام العناصر المتربصة لافشال العملية الانتخابية وخاصة في ظل النشاط الملحوظ لمسلحي حركة طالبان وتهديدهم المستمر لاستهداف عمليات الاقتراع. إذن افغانستان أمام تحدٍ خطير وعظيم يمكن أن تفقد فيه الكثير من أبنائها وتعرض أمنها لعمليات استهداف مخطط لها ولكن بالانسحاب المتوقع يمكن أن يتم تلافي كل ذلك. وبذلك يكون المرشح المنافس لكرزاي قد اتخذ خطوة حكيمة من أجل استقرار باكستان حيث ان الانسحاب سيفتح الباب واسعاً أمام كرزاي لتولي الرئاسة حيث انه وفي الوقت الحاضر الأنسب لتوليه من خلال التأييد الواسع الذي يحظى به ومن خلال ما هو مرتقب من خطوات باتجاه السلام والمصالحة في أفغانستان.