طوى عنا الموت زميلنا المطوف / محمد أمين عبدالوهاب بنقش مدير إدارة تنظيم الحجاج للنقل بالرحلات الترددية رحمه الله وأسكنه فسيح جناته غرة شهر ذي القعدة , وقد زاملته على مدى أكثر من خمسة عشر موسماً مطوفاً مخلصاً محباً صادقاً مليئاً بالنشاط والحيوية معاناته مع المرض لم تمهله كثيراً.. فقد كان يتهيأ بآماله للمشاركة بأعمال الموسم وهو يحلم بأماني من يتشرف بخدمة الحجاج بأن يكون موسم الحج موسم نجاح وفرحة ، بالله كم يفرق الموت كثيراً من معطيات الحياة فأخذها من طرف إلى طرف ومن جانب إلى آخر وهذه سنة الله في الخلق. هذا المطوف لا أذكر كم من الوقت ينام خلال ذروة العمل.. ولكن الذي أعرفه أنه كان يظل مثابراً من بداية العمل الميداني في صباح اليوم السابع من ذي الحجة حتى نهاية مغرب اليوم الثالث عشر من أيام التشريق وهو يخالط السهر بتعب الحركة الميدانية الدؤوبة في مناطق العمل بتنسيق متتابع مع أعضاء مجلس الإدارة المعنيين بقطاعات خدمات الحجاج ، والآخرين الذين يعملون معه بتقديم الدعم الرئيسي لنجاح مهمات ومراحل نقل الحجاج عبر النقل بالرحلات الترددية. لقد كان يرحمه الله من القادة المهرة في إدارة مسرح عمليات النقل الترددي ، فهو يحقق مزج التخطيط والتنسيق بخبرة الواقع الذي يتعامل من خلاله مع الداخل والخارج بربط أداء المؤسسة بالمجلس التنسيقي للنقل بالرحلات الترددية ، بالتنسيق مع القياديين والمشرفين الميدانيين ومراقبي الحركة الترددية لمتابعة منظمي نقل الحجاج وممثلي بعثات الحج لدى المؤسسة لتذليل كل ماييسر على الحجاج وينهي أعمال رحلة تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة صعوداً وعودة بكل سهولة وراحة وطمأنينة وإنسيابية تامة متتابعة. فكم من دعاء حاج له بظهر الغيب وكم له من أجر عن إبتسامة للسيدة من الحاجيات عندما تسارع بها الخطي للصعود للحافلة ، وكم من مرشد يدعو ويسأله فيجيبه بتلك الكلمات المكية الصميمة بأن لايتردد في خدمة الحجاج في وقت مهم.. كم كانت فرحته عندما كان يبلغ بإستقرار الحجاج على صعيد عرفات وإخلائها لأن ذلك من محاور التشغيل في الحج التي تكون لها حساسية شديدة لطبيعة أدائها الزماني والمكاني. كم كنت أشفق عليه من الأعياء نتيجة لمواصلة السهر لأنه يستشعر أهمية القائد وتواجده ، فرأيت في زمالته كيف يعرف قيمة التعامل في زحمة الحج وهو ينادي عليه برمز ندائه عبر أجهزة الإتصال اللاسلكي الذي أشعر من خلاله بإختلاف نبرة رد صوته رحمك الله يامحمد وجعل الجنة مثواك وأثابك في موازين حسناتك على ماقدمته للحج والحجاج. (إنا لله وإنا إليه راجعون).