لاشك ان كل عمل يدخل تحت مسمى التأليف يجب الاحتفاء والاشادة به لأنه اضافة معرفية تدخل ميدان التوثيق والرصد والتسجيل واذا وجد فيه هفوات ونواقص يمكن الاشارة اليها وتلافي ذلك في طبعات قادمة واليوم نتناول هنا اصدار الآخ محسن الذبياني الموسوم (شذرات من تاريخ قبيلة ذبيان الغطفانية في الجاهلية والاسلام) والذي يقع في حوالي 400 صفحة من القطع الكبير بذل المؤلف في اصداره جهود مضنية وخرج بصورة جيدة قدم له الدكتور يوسف الثقفي الذي اشاد به وذكر ان المؤلف أفاء الموضوعات حقها وقسم المؤلف الكتاب لعدة فصول شملت أنساب العرب ونسب قبيلة ذبيان وأعلامها وحروبها وذبيان في العصر الحالي واصاب المؤلف في عدم تحيزه للقبيلة وقد ساق المعلومات التي وردت ضمن مادة الكتاب بصدق وأمانة وقد تحدث عن مسميات ذبيان الآن ضمن قبائل اخرى مثل ثقيف بحكم الجوار الآن وذبيان مع قبيلة جهينة وذبيان مع قبيلة عتيبة جنوبالطائف وقد اعتمد على الرواية وحجج الاستحكام ولا يخلو الكتاب من بعض الأخطاء الاملائية واللغوية والمنهجية ولكن المؤلف اجتهد واعتمد على التوثيق من خلال المصادر والرواية الشفهية والاستشهاد بما توفر لديه من أقوال وامثال واشعار عامية وفيصحة ووثائق قديمة ومعاصرة وسلك مسلك ما يحدث الآن لمعرفة تاريخ القبائل المعاصرة حيث نجده اعتمد في مجمل مادة الكتاب بما يقارب 70% من المعلومات على الرواية الشفهية من كبار السن مما جعل الكتاب يصبح أكثر شمولية في جوانب متعددة لم يقتصر على التاريخ والنسب دون سواهما انما امتد بذلك الى شتى انواع المعارف وبذلك نجد الكتاب شاملاً في الأنساب والتاريخ البعيد والقريب والتراث الشعبي بشعره وامثاله وحكاياته وهو مليء بالمواد التوضيحية في صور ومراسلات ووثائق فيه الجغرافيا والتاريخ بهما عمل متلازم مع السرد والاهتمام الجيد للأحداث المعاصرة بتراجم بعض المشهورين من قبيلة ذبيان والخلاصة ان هذا الكتاب يجب الاحتفاء به وفسح المجال له بالتوزيع ليضاف الى المكتبة العربية لأنه يرصد فقرات مفقودة من تاريخنا ولا مانع من تصويب ما ورد فيه من أخطاء في طبعات قادمة. والله الموفق الى الخير .