نوه عدد من الباحثين والأكاديميين والمتخصصين في القرآن الكريم والسنة النبوية وعلومهما المختلفة بالخطوات الرائدة والأعمال المباركة التي ينفذها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة خدمة لكتاب الله الكريم، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، من خلال الندوات العلمية الدولية المتخصصة التي نظمها المجمع خلال السنوات الماضية. ورأوا في تصريحات لهم بمناسبة ندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة التي ينظمها المجمع حالياً بطيبة الطيبة - أن تنظيم المجمع لمثل هذه الندوات العلمية نوع من الجهاد المبارك لخدمة الاسلام ..وشرف اختص به المجمع دون غيره من المؤسسات العلمية في مختلف أنحاء العالم ..مؤكدين أن تنظيم هذه الندوات من شأنه أن يسهم في بث الوعي ، والمعرفة المتعلقة بالجوانب المختلفة التي تتصل بالقرآن الكريم وبحفظته. وعبروا عن ثقتهم بأن ندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة ستسهم بإذن الله في بيان كيفية توظيف التقنية في خدمة كتاب الله ..مؤملين أن تخرج الندوة بتوصيات تحدد آليات للتعاطي مع القرآن الكريم ، وداعين في الوقت ذاته - المجمع إلى الاستمرار في تنظيم هذه الندوات العلمية المتخصصة التي تنمي روح التعاون البحثي بين الخبراء والمتخصصين العرب والمسلمين ، حيث أضحى المجمع مرجعاً دولياً متخصصاً في كل ما يخدم القرآن الكريم في جميع الجوانب بما فيها الجانب التقني. التاريخ المعرفي في البداية يقول د. محمد عبدالفتاح الخطيب -أستاذ اللغويات والفكر الاسلامي بجامعتي الأزهر الشريف والامارات- لا يختلف اثنان اليوم أن من أبرز سمات عالمنا الراهن ، ما يشهده من تطور تقني هائل في شتى مجالات الحياة، حتى إنه يسمى (عصر التقنيات) في هذا العصر يتم عبور كل الحواجز وكل المسافات بضغطة زر ، ليتواصل الناس من كل أجزاء المعمورة ، ومن هنا فإن من مقتضيات العيش في هذا العصر الراهن المقدرة على استيعاب هذه السمة من جهة ، ثم القدرة على التجاوب معها بفعالية وايجابية من جهة ثانية، وهو ما يعرف في فكرنا الاسلامي ب(فقه الواقع) بكل سماته ، وبكل تمظهراته بالغة الدقة والتعقيد والتشابه. وأضاف يقول: وتأسيساً على هذا التحدي الراهن تأتي هذه الندوة المباركة : (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة ، تقنية المعلومات) التي ينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ، متوخية تحرير وتوضيح بعض من مواطن الاشكال التقني، وكيفية توظيفه في خدمة القرآن الكريم من خلال جملة من المحاور تغطيها جملة من الأبحاث لامست قضايا التقنيات ومنهجية الاستفادة منها ، بشتى جوانبها، في خدمة القرآن الكريم بمسؤولية وجدية، لبيان الضوابط والقوانين المؤطرة، والميسرة، والحامية، إذ الذهول عن هذه المقتضيات التقنية ، وكيفية الاستفادة منها في خدمة ديننا وقرآننا الكريم باد للعيان. ومن ثم نأمل أن تخرج هذه الندوة بتحديد (آليات) للتعاطي التقني مع القرآن الكريم ، حتى يكون (سهل) المتناول (متعقل) المعنى والمبنى ، وهذه الآليات لابد من أن تحكمها (رؤية ) اسلامية واستراتيجيات واضحة وخاصة عند التعامل مع القرآن الكريم وهذا لا شك سيفرض بدوره سلسلة من المراجعات ويقتضي جملة من الجهود أزف أوان القيام بها توجيها وتخطيطاً وتشريعاً وتنظيماً وانجازاً وتقويماً وهو ما يمكن من النظر في ثمرات هذا التنزيل التقني وتطويرها، في ضوء المقاصد الاسلامية ، وعطاءاتها الحضارية التي يقررها القرآن الكريم، في أبعادها الإنسانية ، والكونية التواصلية والتعارفية. إن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، إذ يفتح ملف التقنيات المعاصرة وكيفية الاستفادة منها تنظيراً وتطبيقاً، في خدمة القرآن الكريم ليدعو بذلك علماء الأمة الاسلامية إلى الاسهام والمشاركة في تشكيل التاريخ المعرفي والحضاري للكون ، انطلاقاً من أفقين متكاملين ، عودناً المجمع في كل أعماله وندواته المباركة عليهما : أفق العلم الناجع النافع وأفق العمل الحكيم المتزن. ويرى د. سليمان بن عبدالله الميمان: رئيس مجلس ادارة الشركة العربية لتقنية المعلومات والعضو المنتدب بالمملكةأن توجه مجمع الملك فهد لطباعة المصاحف لخدمة الكتاب والسنة تقنياً يدل دلالة واضحة على أصالته وأنه من القائمين على حمى الاسلام والساعين في الحفاظ على أصوله وجذوره المتمثلة في خدمة القرآن والسنة النبوية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها) وما ذلك إلا بالحفاظ عليه ورعاية جنابه ، وهذا ما يقوم به المجمع المبارك متمثلاً في خدمة القرآن الكريم وعلومه. ندوات مباركة ويرى د. محمد جنيد الديرشوي الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل أن هذا التّوجّه سديد وموفّق ؛ فلا يكفي القيام بطباعة المصحف الشريف والخدمات الأخرى المتعلّقة بتسهيل البحث فيه، وإن كان ذلك جهداً مبروراً وضرورياً، ولكن المهمّة لا تكتمل إلا بمثل هذه الندوات المباركة، التي لها دور كبير في بثّ الوعي والمعرفة المتعلّقة بالجوانب المختلفة التي تتّصل بالقرآن الكريم وبحفظه، وردّ كيد الكائدين عنه، وسهولة الاستفادة منه، وإذا كان الله تعالى قد تكفّل بحفظ كتابه، فقد جرت سنة الله تعالى في إنجاز مواعيده بتهيئة الأسباب لذلك، والله عزّ وجلّ يختار من أراد لهم السّعادة ليكونوا خدماً لدينه وسدنة لشرعه، وجنداً لنصرة الحقّ، و لا شكّ أن أسعد الناس من اختصّه الله تعالى بتسخيره لخدمة كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. وإن هذا المجمع المبارك لهو من أبرز الأسباب الظاهرة لحفظ هذا الكتاب الكريم. التعاون البحثي ويقول حسين محمد علي البسومي- المحاضر في جامعة المدينة العالمية: إن هذا جهد مشكور ويحسب للقائمين على شؤون المجمع حفظهم الله ، ولعل هذا السلوك الطيب ينمي روح التعاون البحثي بين الخبراء والمتخصصين العرب والمسلمين، فبدلا من أن يعمل كل باحث بعيداً عن الآخرين، تأتي هذه الندوات وتذيب الحواجز بينهم ، وتقرب المسافات وتجعل منهم جميعا عقلاً واحداً قويا ومتكاملا، وهذا ما نرجوه في كل مجالاتنا البحثية، وإن كنت آمل في مزيد من الجهد والعزم وأنتم أهل لكل فضل، وهو أن تساندوا الأفكار الجديدة وتدعموها ماديا وأدبيا، فلماذا لا تختارون فكرة أو أكثر من الأفكار القديمة إليكم وتتبنونها علميا وماديا؟ بل لماذا لا تعقدون منافسات بين الباحثين ؟ فهي الأقدر على استنفار الهمم وشحذ القدرات المبدعة لدى الباحثين المهتمين، والمؤسسات العاملة في مجال خدمة كتاب الله. الوسائل العصرية ويضيف أيمن صالح شعبان - مدير مركز تحقيق النصوص لكتاب المصحف الشريف ، أن هذا التوجه يهدف إلى التواصل مع المتخصصين في مجالات شتى معينة بخطط عمل المجمع، فجزى الله تعالى القائمين على شؤون المجمع الخير بأخذهم بركاب التقدم وملاحقة التطور العصري، والعمل على تبادل الخبرات واكتساب المهارات بين المشاركين في تلكم الندوات، وحق الإشادة بدور المجمع فدقته وجودة مطبوعاته لهي أبرز دليل على ضلوعه في الأمر المنوط به ، وعلامة التوفيق للقائمين على شؤونه ، هذا التوجه فيه فائدة عظيمة بحفظ دين الأمة، وهو أمر يدعو إلى الغبطة والسرور واني لأرجو أن يكون هذا التوجه من علامات محبة الله تعالى والتوفيق، أن يستعمل مجمعكم الموقر للضلوع بتحمل تلك الأمانة الكبيرة التي أسئل الله لكم فيها الرشد والسداد فأمهات كتب السنة النبوية المشرفة بحاجة مهمة وعاجلة لرعايتكم وعنايتكم، خاصة ولم تصرف بعد إليها العناية اللائقة بها ، وهي بحاجة ضرورية لإقامة نصها على أصول خطية معتبرة أو روايات موثقة، فالباحث لا يكاد يستوثق من المطبوع من أمهات كتب السنة المشرفة لما اعترته تلك المطبوعات من عوز وخلل في اقامة نصها ، وتلاعب بها الناشرون فهنيئا لسيادتكم ذلك التوجه ، وبارك الله لكم هذا التوسع. صرح علمي كبير ويرى د. أمين محمد أحمد الشيخ الشنقيطي- الأستاذ المساعد بقسم القراءات بالجامعة الاسلامية بالمدينةالمنورة ، أن هذا التوجه العلمي الطيب لهذه المؤسسة المباركة التي هي احدى الصروح العلمية الكبرى في المملكة العربية السعودية، يعد توجها مشكوراً ومثالاً يحتذى ينبغي أن تحذو حذوه بقية المؤسسات العلمية القرآنية لتعم الفائدة ويسود النفع إن شاء الله وجزى الله القائمين عليه خير الجزاء. ويقول د. محمد يحيى غيلان - أستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للأئمة والخطباء بجامعة طيبة: ان هذا المجمع المبارك يحمل - مع هذه الأمة - أمانة كبيرة وواجبا كفائيا ، وهو وجوب العناية بكتاب الله وبسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وهما مصدرا التشريع الأساسيان في دين الإسلام ، ولا شك أن الدراسات التي قدمها ويقدمها المجمع تنم عن شعور كبير بالمسؤولية الملقاة على عاتقه ، وهي نتاج مبارك لمتابعة خادم الحرمين الشريفين وعنايته الخاصة بالمجمع والاشراف المباشر لوزير الأوقاف والأمانة الواعية للمجمع ، واني - مع كل حريص على العناية بمصدري التشريع - نطالب المجمع - بما هيأ الله له من رعاية وقدرات أن يزيد في هذه الدراسات التي تصب كلها في صالح الوحيين ، وتزيد من نشر العلم والفضيلة بين المسلمين في شتى بقاع العالم، كما نطالبه بتحقيق التوصيات التي يقدمها الباحثون في تلك الدراسات المتخصصة في هذا الجانب العظيم، ورفع مستوى النتائج التي ابدها الدراسون لأعمال هذا المجمع المبارك ، كما أطالب كل من يجد في نفسه القدرة على المساهمة بشيء فيه نفع للكتاب والسنة ويؤدي إلى تقريبهما للمسلمين وتيسير العمل بهما ألا يتأخر عن المشاركة برأيه وتوجيهاته وابداعاته ، وقد رأينا ولله الحمد في مجمع المصحف الشريف وسائل كثيرة أنتجتها الدراسات ، وجادت بها قرائح المتخصصين في علوم الكتاب والسنة وعلوم التقنية الحديثة أحدثت تغييرات كبيرة في تقدم علوم الكتاب والسنة وتقريبها للأمة عموما وللدراسين على وجه الخصوص. مرجع دولي ويؤكد الاستاذ يحيى ولد محمد الحاج- الأستاذ المساعد بكلية الحاسب والمعلومات بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية: إن هذا توجه يشكر عليه المجمع ونتمنى أن يتزايد أكثر ليصبح المجمع بالفعل مرجعا دوليا متخصصاً في كل ما يخدم القرآن الكريم من جميع الجوانب بما فيها التقني ولكنني أعود لأؤكد ما ذكرته في معرض اجابتي عن السؤال الأول من ضرورة استمرار هذه الندوات واعادتها بشكل دوري حتى تتطور وتتضح وتعرف عالميا وهذا ما يحصل في الندوات العلمية المرموقة، أما ما يحصل في بلداننا من أن تقام ندوات ثم تختفي فهو لا يتيح الفرصة لتوجهات جادة. توجه جديد ويوضح د. حسن بن إدريس عزوزي أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية الشريعة بفاس: إن التوجه العلمي للمجمع في تنظيم ندوات علمية متخصصة ومتنوعة في موضوعات مختلفة يدل على عمق التفكير في الحاجة الماسة إلى مقاربة موضوعات جديدة تعود بالنفع على مجال خدمة كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يجادل أحد في أن شبهات الحاقدين وافتراءات المغرضين في وقتنا الحالي تحتاج إلى وقفات ومواقف تذب عن القرآن والسنة ما من شأنه أن يثير الشكوك أو يزرع البلبلة في النفوس، لذلك لا يسعنا إلا أن ننوه بهذا التوجه الجديد القاضي بالاهتمام بالقضايا المرتبطة بما يحاك ضد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. دعم البحوث الشرعية ويقول د. عمر طيان - الأستاذ المساعد بكلية الحاسب الآلي بجامعة طيبة بالمدينةالمنورة : إن هذا التوجه يوضح مدى حرص مجمع الملك فهد على نشر القرآن الكريم وتعاليمه وحرصه كذلك على نشر تعاليم السنة النبوية لكل المسلمين والمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله ورعاه قد قامت بالكثير من الندوات والمؤتمرات التي من خلالها استفاد الكثير من المسلمين والمجمع يعتبر من أهم المنظمات التي تقوم بحفظ ورعاية القرآن ودعم البحوث ونشر ثقافة استخدام التقنية في مجال خدمة القرآن الكريم. التقنيات الحديثة ويقول عمر محمد الصبيحي الأمين العام المساعد للجمعية: إن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يقوم بدور رائد في خدمة كتاب الله تعالى سواء من ناحية طباعته والمحافظة عليه في هيئته الورقية، أو من ناحية إثراء الجانب الالكتروني ، وصولاً إلى تسهيل التعامل مع التقنيات الحديثة لخدمة مصدري التشريع الكتاب والسنة وعلومها المختلفة. ويستطرد د. مصطفى فوضيل - الباحث بمؤسسة البحوث والدراسات العلمية بالمغرب بقوله: هو توجه طيب بحمد الله تعالى يُحسب للسادة الفضلاء القائمين على المجمع ، فهو يعكس شعورهم بالأبعاد الكبرى لخدمة كتاب الله تعالى ، إذا لا تقتصر على ما له صلة بتلاوته، بل تتعدى ذلك إلى ما له صلة بتقريب معانيه من عباد الله تعالى في سائر الأرض ، ومساعدتهم على حسن فهمه، وتدبر آياته، استنباط حكمه وأحكامه ، والوصول إلى مكنوناته وأسراره والانتفاع بفوائده وفضائله والاهتداء بهديه. العلوم المعاصرة ويقول د. منصور محمد الغامدي- مساعد المشرف على معهد بحوث الحاسب والالكترونيات للشؤون العلمية، رغم أن المجمع تركزت جهوده في طباعة ونشر كتاب الله والسنة النبوية وعلوم الدين، إلا أن هذه الندوات مهمة لعدة أسباب: الأول، الاستفادة من العلوم المعاصرة في الارتقاء بعمل المجمع كجهة ومرجع موثق لأصول الدين ، والثاني: استقطاب الباحثين والعلماء لخدمة كتاب الله وعلومه ، والثالث لتعريف الآخرين بجهود المجمع والمملكة في نشر رسالة الاسلام والحفاظ على مصادر الدين. ندوات مباركة ويرى د. عبدالله رفاعي الزهري - عضو هيئة التدريس بقسم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر : انه منذ افتتاح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - بارك الله في العاملين به والقائمين عليه في سنة 1405ه - 1984م، وهو لا يألو جهداً في خدمة كتاب الله تعالى وفق رؤية واضحة وحددة ، والطبعات المتكررة للمصحف الشريف وترجماته المختلفة إلى شتى اللغات وطباعة كتب السنة والسيرة وتوزيعها على المسلمين من شتى البقاع خير دليل على ذلك ، أضاف إلى ذلك الكثير من الخدمات الجليلة الماتعة النافعة التي تقدم عبر موقع المجمع على شبكة المعلومات الدولية، إلا أنه مما ينبغي الاشادة به هو ذلك التوجه إلى عقد مثل هذه الندوات المتخصصة، التي تعزز البحث العلمي الموثق في مجال خدمة القرآن الكريم والتي بلغت في مجملها أربعا حتى الآ، كان من أهمها في سنة 1423ه ترجمة معاني القرآن الكريم ، تقويم للماضي وتخطيط المستقبل ، والندوة الرابعة لعام 1427ه التي كانت بعنوان : ( القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية) ثم تأتي ندوتنا المباركة هذه لهذا العام بعنوان : (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة تقنية المعلومات) والتي أراها تشجع التواصل بين المهتمين والمختصين في مجال القرآن الكريم والتقنيات المعاصر، ذلك التواصل الذي آراه أصبح ضرورة يفرضها الواقع لتقويم الجهود المبذولة في مجال خدمة القرآن الكريم تقنياً وتحسين المادة العلمية المقدمة. العمل المؤسس ويقول د. محمد زكي محمد خضر - الأستاذ بقسم الهندسة الكهربائية بالجامعة الأردنية: تتعدد طرائق خدمة كتاب الله إحدى هذه الطرائق هو الندوات العلمية المتخصصة لما لها من فوائد لجميع العاملين في حقل معين ومناقشاتهم لخدمة كتاب الله والانتقال من مرحلة أعمال البحث الفردي إلى دراسة القيام بأعمال مؤسسية مستمرة وامكان إيجاد الدعم المادي والمعنوي لها. ويضيف: د. أحمد عبدالله الفريح الأستاذ المساعد بقسم القراءات بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى: أرى أن التوجه إلى عقد الندوات يعتبر مسايرة للقضايا التي تستجد، لاسيما القضايا المتصلة بالقرآن الكريم، وأرى أن هذا توجه جيد في بسط ما يستجد للمناقشة والاستفادة من آراء العلماء، وهما مساران مهمان، يعانق من خلالهما بين التراث العلمي الذي تركه لنا السلف من كتب ومؤلفات، وأهم تلك المؤلفات القرآن العظيم الذي حفظه الله تعالى لهذه الأمة، وبين ما يطرأ في المجتمع من قضايا معاصرة تحتاج إلى نظرة فاحصة، ودراية ومعرفة، وتنزيل علوم السلف على ما يجد ويطرأ. الإمكانات المتاحة ويقول م. محمد جماعة مهندس كمبيوتر في جامعة اوتاوا بكندا : هذه الخطوة مباركة بإذن الله وأرى انها ضرورية ويجب تطويرها أكثر نظرا للامكانات المتاحة للمجمع والتي تجعل منه اطارا جيدا لمشروع علمي تعاوني يحقق اعلى مستوى الجودة والاتقان ويوظف جميع الطاقات الاكاديمية والتقنية الممكنة للاشراف على المشاريع العلمية في حقل علوم الدين وفي تقديري ان نجاح هذه المشاريع يحتاج لشروط ارى ان كثيرا منها (ان لم يكن جميعها) متوفرة في مجمع الملك فهد والحمد لله واقصد ما يلي: تخطيط بعيد النظر وذو نظرة شاملة مستوعبة لحقل الدراسات القرآنية وجهة مالية داعمة تؤمن بأهداف المشروع وأهميته الحضارية تضع له التمويل الضخم الذي يضمن انجازه على مدى عشر سنوات او عشرين سنة واطار مشرف يضمن المتابع الدائمة بحيوية ونشاط كي لا يسقط المشروع في البيروقراطية، والانفتاح على جميع الطاقات العلمية التي يمكنها المساهمة في انجاز الاعمال وانشاء نظام حوافز يضمن تعاون المتعاونين في المشروع. الريادة والقيادة ويقول د. عماد عبدالرحمن الصغير وكيل عمادة التعليم عن بعد للتعليم الالكتروني بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية : هذا توجه مبارك اسأل الله للقائمين على المجمع التوفيق والسداد والآجر الجزيل وهم اهل لهذا واكثر وكما اشرت في السؤال الاول فإن المجمع مؤهل للريادة والقيادة والتوجيه للعمل العلمي في خدمة كتاب الله عز وجل وقد مثلت الطباعة منعطفا في تاريخ البشرية قديما ولا يمكن ان يتصور قيام المجمع بالعمل في مجال طباعة كتاب الله عز وجل في عصر المعلومات دون ان يكون له دور علمي بارز في توجيه تقنية المعلومات لخدمة كتاب الله عز وجل. اما د. رفعت حسن محمد الزنفلي الاستاذ المشارك بكلية هندسة وعلوم الحاسبات بجامعة طيبة فيقول : ان مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يعتبر هيئة كبيرة وذات قيمة لنشر القرآن الكريم عن طريق المصاحف المطبوعة والالكترونية والتي تتم بمعظم لغات العالم فاعانهم الله سبحانه وتعالى وسدد خطاهم. ويرى حمدي عزت عبدالحافظ باحث شرعي اول بالشبكة الاسلامية وامام وخطيب بوزارة الاوقاف القطرية ان التوجه العلمي الحديث لمجمع الملك فهد لاشك اثرى المكتبة الاسلامية والعالم الاسلامي بمجموعة من الابحاث القيمة والجديدة، والتي يفقتر العالم الاسلامي لها وتقريباً لا يوجد الآن في العالم الاسلامي مؤسسة متخصصة في علوم القرآن الكريم ترعى النهضة بهذه العلوم المباركة مثل مجمع الملك فهد. ويقول د. نوح بن يحيى الشهري الاستاذ المساعد بقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز ومدير معهد الامام الشاطبي بجدة لاشك ان هذا المسلك وهذا التوجه محمود في بواعثه وآثاره، اذ ان المجمع هو الجهة المتخصصة في القرآن والمهتمون ينتظرون منها ان تكون بيت خبرة في هذا المجال وتكون بحق مجمعاً يجتمع عندها الباحثون واهل الفن وما هذه الندوات الا وسيلة لتلبية هذه الحاجات وهذه التطعات التي يرغب فيها كل من اتصل بالقرآن فضلاً عن العلماء الباحثين فيه، وارجو ان يستمر هذا التوجه مستقبلا وان تركز الندوات على القضايا والمستجدات التي يحتاجها المجتمع وان نربط كافة فئات المجتمع بهذا القرآن العظيم كما اتمنى ان تفعل توصيات تلك الندوات من خلال الجامعات والمراكز المتخصصة ووسائل الاعلام. ويؤكد د. عبدالحميد محمد رجب استاذ نظم المعلومات بكلية الحاسبات وتقنية المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة : انني سعيد جدا واشيد بهذا التوجه وارجو ان يستمر وجعله الله في ميزان حسنات القائمين على استمرارية هذه المسيرة الطيبة. ويقول د. محمد علي مناصر الباحث المشارك بكلية الحاسب الآلي بجامعة طيبة بالمدينةالمنورة : عقد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف للندوات والمؤتمرات العالمية مبادرة رائعة، ولكني ارى ان هناك حاجة الى عقد مزيد من هذه اللقاءات العلمية، وكذا الاعلان عنها على نطاق واسع لاجتذاب المزيد من الخبراء من ارجاء المعمورة للاستثمار والاسهام في تطوير تقنيات الغذ وللتوظيف الافضل لتقنية المعلومات في خدمة القرآن الكريم وعلومه والمحافظة عليه.