هل من العيب أن تكون طيب القلب رقيق الحس والوجدان؟. قد يكون ذلك عيباً لدى البعض ممن يرون أن الإنسان يجب أن يكون غليظ القلب والاحساس وأن يتعامل مع من حوله بأسلوب فظ ليحظى بالاحترام والتقدير خاصة إذا امتلك من الجاه أو المال ما يرى أنه يشفع له بالكبرياء والغرور فلا يتعامل إلا بلغة الأنا وما دوني لا حق له في البقاء أو حتى التنفس . ومثل هذه اللغة التي يتحدث بها المغرورون بأنفسهم من الصعب أن يتقبلها أفراد المجتمع الذين كست الثقافة عقولهم وان تقبلها البعض من الأفراد فهم مجرد حثالة لا قيمة أدبية ولا معنوية لهم . وإن كان هناك من يرى أن التعامل بالطيبة إنما هو احساس بالضعف؟. فإننا نقول إن طيبة القلب التي يحاول البعض تفسيرها بالضعف والهوان واستغلال أصحابها فمن الصعب القضاء عليها لأن أصحاب القلوب النقية لا يسعون نحو الكسب المادي أو الشخصي لإيمانهم بأن المال زائل والمنصب بائد وطالما أنهم يمتلكون من الوعي الاجتماعي والثقافي فإنهم سيسكنون قلوب الآخرين . ولن يستطيع من يدعي أنه - فاعل خير - عبر اتصال هاتفي أن يمحو طيبة القلب من إنسان عاش سنوات عمره وسط مجتمع من المثقفين فنال ثقتهم وتقديرهم واحترامهم . ومثل هذا المدعي فان دعواه التي أراد من خلالها أن يرسم خطة لقتل طيبة القلب ونصب المكائد للآخرين والادعاء بسعيه للصدق . نقول إن طيبة القلب لا تعني السذاجة وأي إنسان مهما كانت طيبة قلبه فلن يرضخ لكلمات ساقها جاهل يريد من ورائها أن يظهر نفسه بمظهر حسن في الوقت الذي نشتم رائحة النتانة منبعثة من جسده وكلمات الجهل تسوقها شفاهه . ففاعل الخير الذي يعرفه الجميع إنسان يسعى للخير والإصلاح ومساعدة الآخرين وكم من فاعل خير بنى مسجداً وستر عائلة وأطعم أفواهاً جياعاً وعالج مرضى وكم ....... وكم ....... فأين من يدعي أنه فاعل خير وهو ساعٍ للشر مما قدمه فاعلو الخير الحقيقيون؟. علينا أن نحذر كل الحذر ممن يدعون أنهم فاعلو خير فيسعون لبث كلماتهم عبر مكالمات هاتفية يتخفون خلفها دون التعريف بشخصهم متناسين أن مستقبلي هذه المكالمات ليسوا من الجهلة الذين يصدقون ما يقال أو السذج الذين سيسعون لتنفيذ ما يطلب منهم وقادرون على فضحهم والتعرف عليهم . وما هم سوى أطفال كبر سنهم وتوقف نموهم ولم تكتمل عقولهم حتى وان كبرت أجسادهم فلا تجارب يملكونها ولا خبرات تشفع لهم وأهدافهم المادية سرعان ما تذوب كذوبان الملح في الماء ووقتها سيلفظهم الجميع لمرارتهم ومهما سعى مدعي الخير فلن يجد من يصدق أقواله لأن الإنسان الشامخ بأعماله سيبقى شامخاً كالهرم ولن تؤثر عليه عوامل التعرية . مقولة: قال الحكماء أربعة تغضب الرب وتتعس القلب: معاشرة الأشرار, ومرافقة الجهال, ومجالسة السفهاء, وتراكم الذنوب.