وكذلك إفشاء السلام فسلم على من عرفت ومن لم تعرف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم، وإذا صافحت فلا تكن مصافحة باردة، بل أشعره بشوقك له. واترك ما يتنافس الناس عليه من حطام الدنيا الزائل، واعلم أنك لن تصل لرزق كتبه الله لغيرك ولن يؤخذ رزق كتبه الله لك ولو اجتمع أهل الأرض والسماوات. وكن منصتاً أكثر من كونك متحدثا، فالناس بطبعهم يحبون من يستمع لهم ويستمتعون بحديثهم أكثر من استمتاعهم بحديثك، ولا تقاطع المتحدث حتى ينتهي من حديثه. ولا تصرف بصرك عن محدثك وخاصة إذا كان ممن يقدر له قدره. واحذر أن تغيب الابتسامة عن وجهك، فهي مفتاح القلوب، فتقلب كرههم إلى محبة بإذن الله تعالى ولا تعاتب كثيراً فتعاتب كثيراً، وكن ليناً سمحاً طيباً متنازلاً عن حقك قدر المستطاع. وفكر بالكلمة قبل أن تقولها، فإنك إن لم تقلها ملكتها، وإن قلتها ملكتك. ولا تكثر المزاح مع الناس فكثير منهم لا يحتمل المزاح، وإن كان المزاح الزائد مع الكريم حط من قدره وإن كان مع اللئيم حط من قدرك، ولا تكن عبوساً جامداً في المجلس كالجبل فالتوازن واختيار الوقت المناسب مطلوب. واستعمل الهدية من حين لآخر فهي رباط من روابط الأخوة وهي هدي نبوي. وشارك الناس أفراحهم فافرح لفرحهم، وشاركهم أحزانهم فاحزن لحزنهم. وأحسن الوفادة لمن زارك وكن كريماً جواداً بما عندك قدر استطاعتك . وعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به. واحذر الغيبة والنميمة فهي تحط قدرك عند الله وعند الناس، فمن اغتاب عندك، اغتابك عند غيرك. وتواضع للناس، وخاصة إذا كنت صاحب منصب أو جاه، وهو عنوان عزة لا ذلة. وسم الناس بأحب الأسماء لهم وبأحب الكنى لهم، وأثناء النقاش اطرح رأيك بأدب وبدون مقاطعة لأحد وبدون تعصب أو تشنج لرأيك. واستخدم كلمة (نحن) أكثر من كلمة (أنا)، فهي تجعل الآخرين معك لا ضدك. ولا تكن صاحب وجهين، فمن كان صاحب وجهين مات ولا وجه له، وصاحب الوجهين كالحرباء تتلون بحسب طبيعتها فكن صادقاً مع الرجل في حضرته وفي غيابه. وأخيراً : ابتسم ودع التجهم فالابتسامة جواز سفر إلى قلوب الآخرين.