انعكست عودة العقلاقات السعودية السورية لوضعها الطبيعي على أجواء المحيط العربي عامة واللبناني خاصة بشكل ايجابي حيث دفعت القوى السياسية في لبنان الى تفعيل الحوار والتفاهم وحلحلة المسائل العالقة بروح ودية وعقلية منفتحة ومسؤولة لتكوين حكومة الوحدة الوطنية حفاظاً على وحدة لبنان وأمنه واستقراره. وجمعت الأجواء الايجابية السائدة هذه الايام في لبنان بين اقطاب من قوى الرابع عشر من آذار والثامن من آذار لتخطي مرحلة الخلاف ومرارات الاشتباك الطائفي والمذهبي الذي دفعت إليه الخيارات السياسية المتباعدة لتلتقي الزعامات السياسية اللبنانية مجدداً على التهدئة وتنقية الأجواء وفض تشنجات الشارع السياسي والحزبي وفق قراءة متعمقة للأوضاع اللبنانية وتفاعلاتها الاقليمية والدولية لايجاد رؤية مشتركة للمستقبل اللبناني مع الأخذ في الاعتبار المستجدات المحلية والاقليمية والدولية التي تدفع مسار التقارب العربي نحو آفاق جديدة من التعاون والعمل المشترك بما يخدم قضايا العرب والمسلمين ولما في ذلك من تأثير ايجابي على اللبنانيين. ومن المنتظر ان تتصاعد وتيرة التقارب اللبناني بين القوى السياسية وتتعدد مساعي التفاهم لازالة العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة لاسيما العقدة المسيحية من خلال اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشيل عون اللذين قطعا شوطاً مهماً من التفاهم على تشكيل الحكومة العتيدة وبقيت آخر اللمسات المتعلقة بتوزيع الحقائب الوزارية والأسماء خاصة حقيبة الاتصالات والتي يرجح أن تحل على قاعدة (لا غالب ولا مغلوب). وبقدر ما انتجت قمة دمشق من مناخات ايجابية ممهدة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بعيداً عن ادبيات التصنيف السياسي والمحاور التي يحلو للبعض الاصطفاف حولها يجدر باللبنانيين حسم خياراتهم السياسية بالتمسك بالدستور اللبناني والالتزام بروح اتفاق الطائف لبناء سلطة العيش المشترك على مبدأ لبنان سيد حر مستقل ، وطن نهائي لجميع ابنائه.