تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الامريكي أمس بعد صعودها 3% يوم الخميس لتبقى فوق 71 دولارا للبرميل، وذلك في أعقاب انتعاش الدولار من أدنى مستوى له في 14 شهرا بعد أن اشار رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي بن برنانكي الى انه قد يتعين تضييق الائتمان والسياسة النقدية مع تسارع خطى الانتعاش. واستمر تراجع أسعار النفط بعد صدور تقرير منظمة الطاقة الدولية الشهري الذي توقع ارتفاع الطلب على النفط في العام القادم. كان سعر الخام الامريكي منخفضا 49 سنتا عند 71.20 دولار للبرميل. وتوقعت الوكالة تحسن الطلب العالمي على النفط في العام القادم بوتيرة أسرع من التقديرات السابقة بفضل توقعات اقتصادية أكثر تفاؤلا. ورفعت الوكالة في تقريرها الشهري تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2010 إلى 1.42 مليون برميل يوميا، وذلك بزيادة 150 ألف برميل يوميا عن التكهنات السابقة. وقال التقرير ان من المتوقع أن يبلغ متوسط الطلب على النفط في العام القادم 86.05 مليون برميل يوميا بما ينسجم مع توقعات اقتصادية أكثر تفاؤلا من صندوق النقد الدولي وبيانات أقوى من الأمريكتين وآسيا. وقال رئيس قسم أسواق وصناعة النفط بالوكالة ديفيد فايف إن الطلب يرتفع على أساس افتراض بأننا لسنا في وضع تراجع مزدوج من الناحية الاقتصادية، فاننا لا نزال نتوقع تحسنا في الطلب العام القادم. وأضاف التقرير أن مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تراجعت إلى ما يعادل غطاء 60.7 يوم من الطلب الاجل في نهاية أغسطس من 61.4 يوم في يوليو. وقالت وكالة الطاقة الدولية ان منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ضخت كميات أكبر من النفط في سبتمبر عنها في أغسطس لتنخفض درجة الالتزام بتخفيضات الانتاج المتفق عليها إلى 62%. وقررت (أوبك) ابقاء هدفها الرسمي للانتاج دون تغيير خلال اجتماع في سبتمبر، لكن وكالة الطاقة قالت انه على الرغم من ذلك فان تراجع معروض المنظمة قد يتسبب في شح السوق. وأوضحت الوكالة أنه في حين تضخ (أوبك) حاليا أكثر من أهداف الانتاج بكثير، فإن اتفاق الانتاج الحالي يستبقي على الاقل احتمال دفع مستويات مخزون دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لتقترب بدرجة أكبر مجددا من المعدلات الموسمية بحلول النصف الثاني من 2010.