أدانت منظمة العفو الدولية (أمنستي) تأجيل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التصويت على تقرير القاضي ريتشارد غولدستون الذي يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حربها العام الماضي على قطاع غزة. وطالبت المنظمة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإحالة التقرير إلى مجلس الأمن فورا. وفي المقابل رحبت الولاياتالمتحدة بتأجيل التصويت على التقرير، ووصفت ذلك بأنه خطوة تصب في مصلحة الجميع. ودعت أمنستي مجلس الأمن إلى وضع لجنة مستقلة من الخبراء لمراقبة تشكيل إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) للجان تحقيق في الممارسات التي وردت في تقرير غولدستون. وتزامن ذلك مع إدانة 14 منظمة حقوقية فلسطينية مستقلة قرار السلطة الفلسطينية إرجاء التصويت على التقرير، معتبرة ذلك بأنه تغليب للسياسة على حقوق الإنسان وإهانة للضحايا وتنازل عن حقوقهم. أما الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو فقال إن التأجيل جاء بناء على اتفاق أميركي فلسطيني قبلت به المنظمة. من جهته قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن من العار أن يدعو صوت فلسطيني لتأجيل النظر في نتائج لجنة التحقيق في حرب غزة التي رأسها غولدستون. وقال مشعل إن الشعب الفلسطيني لن يغفر لأولئك الذين فرطوا بدمائه في غزة في سبيل مصالحهم الآنية. وفي المقابل سارعت السلطة الفلسطينية للدفاع عن دعم طلب إرجاء التصويت على التقرير، وأكدت أن التقرير ما زال قائما. وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن تقرير غولدستون لم يسحب وإنما تأجل فقط، وإنه لا يزال على جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان. وبدورها رحبت الولاياتالمتحدة بتأجيل التصويت على تقرير غولدستون. وقالت مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون المنظمات الدولية إستير بريمر إن بلادها تثمن قرار التأجيل، وستواصل العمل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية لإعادة إطلاق مفاوضات الوضع النهائي بأسرع وقت ممكن، مشيرة إلى أن (واشنطن تشجع التحقيقات الداخلية حول المزاعم الجدية عن انتهاكات لحقوق الإنسان). من جهته قال مايكل بوسنر مساعد وزيرة الخارجية إن السلطة الفلسطينية وافقت على طلب أميركي أوروبي روسي بدعم التأجيل، مؤكدا أن هذه الخطوة لمصلحة الجميع.