يصعب على أي دولة ذات سيادة في هذا العالم أن تقبل بوجود قوة مسلحة على أراضيها خارج اطار القوى العسكرية الرسمية المعترف بها من قبل النظام الرسمي صاحب الشرعية الذي ارتضته غالبية المواطنين. ومهما يكن لبعض القوى الاجتماعية من مطالب سياسية واقتصادية فان استخدام القوة والعنف ضد شركاء الوطن يبقى امراً مستهجناً لما يقود إليه من فتن وحروب أهلية نعرف كيف تبتدىء ولا يخبر على أي منحى تكون مآلاتها وفي ظل تصاعد المواجهات في اليمن السعيد بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين بدأت المواجهات الدامية تطرح تساؤلات عدة عن كيفية وصول الاسلحة الثقيلة والمعدات الحربية لجماعة الحوثيين والتي تمكن في الدخول في مواجهة طويلة مع القوات الحكومية ورفض الامتثال لوقف القتال مع الجيش حيث تبادل الطرفان الاتهامات حول خرق الهدنة العسكرية ووقت العمليات العسكرية التي اعلنتها الحكومة بشروطها الست خلال شهر رمضان. ومع ما أسفرت عنه الحرب في محافظتي صعدة وعمران من مآسٍ انسانية وتشريد للأهالي يبدو ان تعنت انصار عبدالملك الحوثي برفضهم للتسوية السياسية والاصرار على مواجهة الدولة اليمنية دون اكتراث بما تنجم الحرب عنه من ضحايا وخسائر مادية وبشرية. اذ لم تسعف عبر التاريخ الحوثيين في ادراك ما يصيب مناطق المتمردين من تخلف ودمار بفصل آلة الحرب التي تفتك بمن ارادوا نصرتهم ورفعوا السلاح من اجل تمتعهم بمزيد من الخدمات الاجتماعية والحصول على قدر من المشاركة السياسية بأكثر مما نالوه في مقاعد في البرلمان. وكان الأولى انتهاج الحل السياسي السلمي من أجل المطالب الشعبية دون ان يراق الدم اليمني أو تدمر البنيات التحتية لمناطق تعاني من الحرب والقتال بأكثر مما عانت من التهميش السياسي والاجتماعي ويأمل الحادبون على مستقبل اليمن ان يقيض الله الرشد للقوى السياسية لتصطف على صعيد واحد ضد التدخلات الخارجية والاجندة الخفية لبعض القوى الاقليمية لينعم اليمن السعيد بالأمن والاستقرار بعد ان ذاق ويلات الحرب مراراً.