إن احتفال المملكة الحبيبة باليوم الوطني ، وطن الشموخ ، لهو يوم سعيد يتجدد عبر الزمن في تاريخ ومسيرة هذا الوطن الذي نعتز بالانتماء إليه ، هذا الوطن العظيم الذي وطد دعائمه وأقام بنيانه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه على نهج الاسلام القويم والعقيدة الاسلامية الراسخة ، حيث تحولت البلاد من حالة الفقر والمرض والجهل إلى عالم الغنى والصحة والعلم، وإلى وطن موحد يعيش فيه الجميع وينعم تحت ظلاله الورافة في أمن وأمان وفق بناء اجتماعي واقتصادي متقدم ومجتمع متماسك ومتجانس حيث تنعم الاسر بالاستقرار وسط عالم متقلب تعصف به الأمواج يمنة ويسرة ، عالم تطحنه الحروب والأزمات. لقد أسس الملك عبدالعزيز وحدة سياسة واقتصادية واجتماعية فريدة في هذا العصر الحديث ننعم فيها بالطمأنينة، وحدة قامت لتضع حدا للشتات وظلام غاب فجره وجهل لا حدود له. إن هذا اليوم هو فرصة لاستلهام العبر والدروس من ملحمة هذا الرجل المؤسس العظيم البطولية التي كانت الأساس بعد توفيق الله فيما وصله هذا الوطن العزيز من الرقي والحضارة والاستقرار. وفي استشرافنا لآفاق المستقبل واستعراضنا لتاريخ الأمم والشعوب يتراءى لنا العديد من الرجال العظماء بنوا تاريخ بلادهم وأسهموا بأدوار عظيمة فحققوا نقلات حضارية بانتشال مجتمعهم من التخلف إلى التقدم ومن الفرقة إلى التوحد، والملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود يأتي في طليعة هؤلاء الرجال ، وبحلول ذكرى هذا اليوم تتوارد الخواطر والذكريات تتجاوز هذا المعنى لتصبح أحد فصول التاريخ المعاصر الذي ننعم بخيراته ، وقد كانت توجهاته هي إرساء العدالة وتركيز دعائم الإيمان ، وبناء الفرد وصولاً للمجتمع الفاضل القائم على أعمدة صلبة ومتشبعا بروح العطاء. ونحن نعيش اليوم في هذا العهد الزاهر عهد الحب والعطاء بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظهم الله حيث أصبحت هذه البلاد مناراً لكل قاصد. من الأعماق كل عام والوطن ومن يعيشون فيه بألف خير.