بدأ محترفو التسول في حجز المواقع حول ساحات الحرم وحشد المتسولين من الاطفال والنساء من جنسيات افريقية وآسيوية استعداداً لهطول العطايا والهبات والصدقات من أكف المحسنين واستنزاف القادمين الى الحرم خلال شهر رمضان. المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي تعتبرحجر الزاوية في استراتيجية المتسولين لانها ملتقى في هذا الموسم ولهذا تعمل العصابات على استدرار العطف امام البوابات وجوار أجهزة الصرف الآلي واشارات المرور والتي تمرسوا فيها. إذ لا يكاد يخلو تقاطع مروري منهم ويتوقع زيادة عددهم الأيام المقبلة اما المتسولون المرابطون في الشوارع والاسواق فهم يتنقلون بحرية واسعة من موقع لاخر وفقا لرصدهم الدقيق لحملات لجان المكافحة وجولاتها الميدانية. ويتفنن هؤلاء باساليب التسول التقليدية كالعاهات والاطفال الرضع والتقارير الطبية المزيفة. واخذوا يتنافسون فيما بينهم دون رادع أو حياء بطريقة استغفال واضحة استغلوا من خلالها عطف وتسامح المجتمع، وكذلك المقيمين على ارض المملكة، حيث تفننوا بطرائق كثيرة واحترافية تستعطف الآخرين؛ ركزوا من خلالها في استخدام الأطفال الصغار والنساء لكسب العطف وجمع المال. المتسولون استخدموا التسول مهنة لهم، وينتشرون داخل المدن عند المراكز التموينية الكبيرة وعند المساجد وكذلك عند محطات البنزين على الطرق السريعة بعيداً عن أعين الرقابة. تحدث أحد المواطنين عن موقف حصل مع احد المتسولين يقول (شاهدت متسولا فاستخرجت محفظتي لأعطيه نقودا، فما كان منه إلا أن استغل كبر سني فأخذ المحفظة من يدي بقوة وولى هاربا ولم استطع اللحاق به)، مضيفا ان هذا المتسول لم يكن في حاجة واتضح ذلك من خلال مقصده السيئ، مؤكدا انه لم يبلغ الجهات الأمنية عما حدث معه لأنه كان مسافرا ولا يريد ان يتأخر عن موعده رغم ان المحفظة بها نقود تتجاوز ثلاثمائة ريال. من جهته قال الشاب خالد عمار انه تعاطف مع أسرة عربية تستقل سيارة فخمة حيث (طلب رب الأسرة مساعدته بما تجود به النفس بحجة تعرض سيارته لخلل كلفه ثلاثة آلاف وهو في طريقه إلى مكةالمكرمة فتعاطفت معه دون تردد وقدمت له المساعدة) وأضاف انه تفاجأ بعد مرور أربعة أيام بتواجد المقيم العربي مع أسرته أمام احد المراكز التجارية يطلب المساعدة من الناس ولكن بحجة أخرى (لم تكن حجته الأولى التي ذكرها لي قبل أيام والتي تظاهر انه متوجها لزيارة مكةالمكرمة) وأكد عمار أن الرجل أصيب بالحرج الشديد والتلعثم من اكتشاف لعبته فخرج مسرعا. ويروي حامد العتيبي انه شاهد مجموعة من العمال الباكستانيين الذين امتهنوا التسول لتحقيق المال في إحدى محطات الوقود وكانوا يستخدمون الجبائر الجبسية في أطرافهم لاستعطاف الآخرين والتأثير فيهم) مؤكدا انه ابلغ رجال امن الطرق القريبين من المكان آن ذاك والذين بدورهم اكتشفوا أمر هؤلاء حتى إنهم اعترفوا خلال دقائق أنهم سلكوا تلك الطريقة لأنها تدر عليهم أموالا كبيرة دون جهد ما حدا بهم إلى ترك مهنتهم التي جاءوا من اجلها إلى المملكة. في حين اظهر عاملون في إحدى محطات الوقود تذمرهم من انتشار النسوة المتسولات اللاتي تظاهرن بالفقر والحاجة أمام المارة والمسافرين فقد تحدث محمد عمر ان هؤلاء المتسولات يتسابقن على جمع اكبر قدر من المال بأطفالهن. مضيفا أنهن لسن في حاجة وما يثبت ذلك قدومهن في سيارة فارهه منذ أشهر بشكل يومي. ولم تغفل ادارة مكافحة التسول هذه الظاهرة التي تتجدد في مواسم رمضان والحج وتبذل جهودها المقدرة وطاقاتها بالتعاون مع جهات أخرى للقضاء على هذه السلبية حيث تقوم بمتابعة ورصد اماكن تواجدهم والقبض عليهم ومعاقبتهم فالتسول خطأ قانوني واجتماعي .