أسبانيا بلد له وقع تاريخي عظيم , جذور ضاربة في عمق الأرض , أصالة شاهده على مجد تليد, وأعلام طوى الزمان أجسادهم وما تزال أصداء أسمائهم ومؤلفاتهم شاهدة على عظم إنجازاتهم , ومع طي صفحات التاريخ الخالدة يأتي الحاضر الزاهر الذي تتميز به العلاقات السعودية الأسبانية بمزيد من التطور والرسوخ لعلاقات وطيدة كان أبرزها إنشاء المركز الثقافي الإسلامي في مدريد عام 1992م حين وضع لبناته نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض والعاهل الأسباني الملك خوان كارلوس 0 ويضطلع المركز الثقافي الإسلامي في مدريد بمهام منوطة به منذ تأسيسه تتمثل بالدعوة إلى الدين الإسلامي الحنيف وبيان محاسنه ومحامده وإقامة شعائره اليومية وتوعية المسلمين الجدد وتوزيع الكتب والنشرات التعريفية التي من شأنها رفع الحس الديني وتصحيح الأخطاء العقدية بالإضافة إلى دعوة غير المسلمين0 وتولي حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله كل رعاية واهتمام لكل ما من شأنه رفعة الإسلام والحرص على تقوية العقيدة ، فيقوم المركز على نشاطات اجتماعية ثابتة وإعلامية تهدف إلى تكوين العلاقات مع الإعلام الاسباني والمشاركة في الحوارات وتنظيم المشاركات الثقافية وتبادل الزيارات مع طلاب العلم والعلماء وتلبية دعوة أبناء الجاليات والالتقاء بهم والتحاور معهم 0 وينظم المركز العديد من البرامج والنشاطات الترفيهية للشباب في الصالة الرياضية التابعة للمركز إضافة إلى المعارض في الكثير من المناسبات والموضوعات المتعددة مما يجعله مركزا ثقافيا متنوعاً يفي بحاجات الشباب المسلم . وقد تم تصميم المركز على أحدث طراز معماري فريد حيث الموقع المتميز والساحات الواسعة التي جعلت من المركز الإسلامي مشعل نور في عاصمة اسبانيا ومنبر ثقافة تتجه له الأنظار وتسلط عليه الأضواء0 وتتجسد المسئولية في رمضان نظرا لما يتميز به الشهر من روحانية وخاصية فريدة تجعل الجهد الدعوي مضاعفا والقيام بمسئوليات أكبر تجاه الصائمين والقائمين الموجودين طيلة شهر الصيام ، حيث يقوم المركز بتقديم وجبات تفطير الصائمين الذين يجدون في المركز الإسلامي مستمتعين بالأجواء الرمضانية .