(اليوم يومك يا صايم)، و(رمضانك عندنا)، اهازيج رمضانية شعبية بسيطة كانت في السابق تضفي رونقاً خاصاً قبل ان يعرف الناس الاساليب الحديثة في التسويق بما في ذلك المسابقات والجوائز. (منذ أكثر من 30 سنة كنا نروج لبضائعنا وننادي على زبائننا باضفاء لمسة رمضانية على لغة السوق)، هكذا يروي سالم الاحمدي أحد الباعة القدامى في سوق جدة مضيفا ان عبارات مثل و(رمضانك عندنا)، كانت تضفي نكهة خاصة على السوق بدون ضجيج مثلما هو حاصل اليوم عبر مكبرات الصوت. وبالفعل كانت تلك الاهازيج الرمضانية البسيطة بمثابة الارث الجميل الذي يتوارثه الباعة جيلاً بعد جيل قبل ان تدخل عليه عبارات نشاز شوهت مفرداته الجميلة. وكان السوق الرمضاني في جدة يمثل بعداً اجتماعياً ومظهراً من مظاهر الشهر الكريم يتميز بروحانية خاصة رغم الزحام وصيحات البائعين وتجوال المتسوقين. وكانت تلك الاهازيج الرمضانية البسيطة بمثابة إحياء لمظهر من المظاهر المصاحبة لشهر رمضان وجذب انتباه المتسوقين لسلع قد لا يشاهدونها إلا في رمضان. عن ذلك الزمن الجميل يقول منصور السلطان: قد لا تعرفون كيف كان السوق الرمضاني قديما، اذكر اننا في أواخر شعبان كنا نعمد لإدخال تجديدات وتحسينات على السوق ابتهاجاً بمقدمه كان احدنا يقوم بطلاء دكانه وتغيير أثاثه وتجديد الفوانيس. أما اليوم كل هذه الآثار قد اختفت واندثرت وطواها النسيان اللهم الا قلة من كبار السن الذين لم يصابوا بفقدان الذاكرة ، أو لم يطالهم الزهايمر ، وأحسب ان عدد هؤلاء في تناقص شديد ، ولهذا اقترح اقامة معارض تراثية وأثرية تعرض مثل هذه الموروثات الجميلة ليس في المملكة فحسب بل وفي الخارج ، لتتعرف الشعوب العربية والإسلامية على حضارة المملكة.