يمارس الموظف والطاهي الموسمي لوجبة (الكبدة) الشعبية فيصل الغزاوي عمله في مكةالمكرمة واختار هو وشقيقه واثنان من أصدقائه الموظفين وجميعهم في مقتبل العمر، الطريقة الأمثل لتوظيف وقتهم وجهدهم في عمل مفيد يجنون من ورائه المكسب المادي، من دون ان يعيروا أدنى اعتبار أو اهتمام لنظرات الآخرين تجاه العمل الذي اختاروه ما دام شريفا ولا عيب فيه. لان ضغط الاسرة وخاصة مقاضي العيد تكلف الشيء الكثير. وبما ان الطاهي يتحمل العبء الأكبر من العمل، لذلك تجد فيصل في حركة لا تهدأ وهو يخلط قطع «الكبدة» الصغيرة مع باقي مكوناتها من بصل وطماطم وثوم وبهارات وخلافه في الصاج الحديدي الكبير وهو يمسح بين تارة وأخرى حبات العرق التي تبلل وجهه. ويزاول فيصل وأصدقاؤه هذه المهنة منذ 8 سنوات كمهنة موسمية في ليالي رمضان تدر عليه هو وشركاؤه الأربعة ربحا معقولاً حسب ما يقول، كما تتيح له فرصة سانحة للقاء الأصدقاء والمعارف الذين يجتمعون على طبقهم المفضل من الكبدة الشهية التي يتم إعدادها أمام أعين الزبائن مباشرة وفي الهواء الطلق. ويقول محمد الشقيق الأكبر لفيصل والموظف في احدى الدوائر الحكومية الذي أخذ مكانه خلف صندوق الحساب ، ان فكرة العمل في المأكولات الرمضانية وتحديداً في «الكبدة» جاءت بدون تخطيط مسبق. ويضيف «فكرنا فيها انا وشقيقي فيصل واثنان من الأصدقاء وهم ياسر الكناني الموظف في احدى المؤسسات الأهلية وصديق آخر، بعد جلسة خاصة في الحارة ، وقلنا لماذا لا نعمل في رمضان ونستفيد من الأجواء الرمضانية ونعمل عملاً يفيدنا ويجلب لنا الرزق. ومن هنا تولدت الفكرة واتفق الجميع على بسطة الكبدة، علماً بان لا أحد من الشركاء كان يملك خبرة سابقة في هذا المجال، والحمد لله استمرت شراكتنا منذ (8) سنوات بدون انقطاع بعد ان وزعنا المهام بيننا ولاننا أصدقاء قبل ان نكون شركاء فالعمل يسوده التفاهم والتفاني والرزق من عند الله». ويتابع «نقدم لزبائننا الكبدة الضأني والابل الحاشي الطازج، ونجلبها يومياً من المسلخ التابع للبلدية وهي خاضعة للرقابة الصحية، واسعارنا معقولة وزبائننا معظمهم من الشباب وهم معروفون لدينا. ويقدم محل الغزاوي وهو الاسم الذي اتفقت المجموعة عليه ، الكبدة البلدي و«الكباب الميرو»، ويدخل في مكوناتها اللحم المفروم ودقيق الدخن والثوم، وتقلب على الزيت الساخن وتقدم مع السلطة، وهي من الأكلات الشعبية المعروفة في منطقة الحجاز مثل مكةالمكرمةوجدة والمدينة المنورة.من جانبه، قال ياسر الكناني الشريك الثالث في المجموعة، وهو متخصص في الكباب «ان طريقة الطهي لا تختلف كثيراً بين مطعم وآخر، وهي تتم حسب طلب الزبون، فهناك من يرغب في تناول الكبدة الضأني المشكلة مع القلوب تقلب على الصاج الساخن لفترة زمنية قصيرة ثم تقدم على الفور، ونفس الشيء لكبدة الإبل مع فارق بسيط هو ان الكبدة إذا تعرضت للنار لمدة أطول تصبح قاسية بعض الشيء، لذلك نحرص على تلبية طلبات زبائننا وخاصة الدائمين منهم.