إلى أي مدى من الصدق تصيب المقولة (أن القانون لا يحمي المغفلين). سؤال مازال يتردد في خاطري ولم أتقدم بالسؤال لدى أهل الذكر خشية أن يظن أهل الذكر. ومن أسأل من الظنون اسأل وأهون الشرين أن جعلني في زمرة من لا يحميهم القانون. ومع ذلك وإذ قد بلغ السيل الزبى، أجدني أمزجة بسؤال الجاهل بالأمر، إلى ذوي المعرفة وأهل الذكر هل صحيح قانونياً وشرعياً أن القانون لا يحمي المغفل؟ ألا تكفيه مصيبة أنه غدا مغفلاً رغم ارادته، لمن يلجأ من وقع في شراك النصابين فأصبح ضحية وأضاع الجلد والسقط وهو في محاولة الخروج من شباك النصاب أو النصابين؟ هل أجد لدى أهل العلم والذكر من القراء الكرام رجل قانون يدلني ويشرح لي حيثيات الحكم برفع الحصانة عن المغفلين فلا حق لهم في الحماية القانونية وانفلتت المعايير وانعكست المعادلة فأصبحت الحماية للنصابين الذين يستغفلون ضحاياهم والمصيبة العظمى أن النصابين أخذوا يسخرون قنوات الإعلام في المجال الإعلامي فينصبون شراكهم من كل نوع وكل لون. وأخطر المجالات هنا مجال الإعلان الطبي وأخص بالذات إعلانات تروج لمستحضرات عشبية اكتشفها الباحثون في العالم الأكاديمي وبإشراف هيئة البحث العلمي في جامعة كذا وكذا. وهنا مربط الفرس فإن كثيراً من المغفلين تمهد لاتباعهم هذه الأسماء والألقاب العلمية وخاصة حينما نذكر أسماء البلدان الأوروبية والأمريكية التي نسب إليها الصروح العلمية والعلماء الباحثون و... وياما في الجراب يا حاوي. هذه أمور علاجية أو مساعدة وأغلبها تداعب هوى الرجل وتعده بأن العطار يستطيع إصلاح ما أفسده الدهر. وأعدد فأتساءل كيف هؤلاء النصابون وبأي أسلوب استطاعوا أن يجيدوا ولا أقول يهمشوا الجهات المسؤولة عن الصحة العامة خصوصاً صحة من عجز العطار كلياً عن إصلاح أو تنشيط ما أفسده الدهر. وأحسد النصابين على قدراتهم في حسن صياغة البلاغ الإعلاني بما يضمن لهم مداعبة خيال المستهدف من المغفلين. وآية ذلك ما نشرته اليوم السبت 28 صفر (12) يونيو، إحدى أنشط الصحف المحلية عن مادة استهلاكية خاصة بالرجل، فأسماها المعلن (الانفجار) مترجمة بينما هي إمعاناً في تحسين الشرك في عين المغفل المستهدف هي ترجمة إلى الإنجليزية لكلمة انفجار. ولماذا هذا الاسم وباللغة الأجنبية؟؟ ربما أقول استغلالاً لعقدة الأجنبي من ناحية وإشباعاً للهزيمة الثقافية التي نعانيها حتى يفخر المستهدف بالنطق اللغة الأجنبية ويساعد بذلك في الترويج للمنتج الذي لم تقم على فعاليته أي بينه إلا ما يقوله صاحب الإعلان ومروج المنتج. وصاحب كل أولئك في جهد تعاوني لاصطياد الضحية في مأمن من تدخل القانون فهم في حماية ولا عزاء للمغفلين.