دشنت الفنانة والمصورة السعودية المحترفة سوزان باعقيل عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للتصوير الضوئي أكبر موسوعة مصورة عن الحرف السعودية حملت عنوان (حرف من الجزيرة العربية) وذلك في متجر فيرجن بمركز روشانة التحلية مول بجدة بحضورأكثرمن250 شخصية من الدبلوماسيين والمهتمين في الفن التصويري. وافتتح تدشين الكتاب بمزاد خيري، حيث تبرعت فاعلة خير بشراء النسخة الاولى من الكتاب ليعود ريعه لصالح جمعية الإيمان لرعاية مرضى السرطان بجدة، في خطوة وصفتها سوزان باعقيل بأنها تجسد روح التواصل مع هذه الفئة الغالية وتساهم في دعمها وتعزيز العمل الخيري بين الفنانين في المملكة. وكشفت باعقيل خلال حفل تدشين الكتاب أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حرصت على أن تحصل على نسخة من الكتاب، في تأكيد واضح على أهمية تواجد الإبداعات السعودية في مختلف المحافل العالمية مشيرة إلى أن الإصدار يبرز تاريخ وأصالة الحرف في الجزيرة العربية، ويعد أول إصدار فني ثقافي من نوعه، يجمع أكثر من 230 صورة فوتوغرافية عالية المستوى واستغرق تنفيذه سنتين من الجهد المتواصل والعمل الدؤوب متنقلة بين مناطق وقرى المملكة اضافة الى اهمية التقاط الصور الفوتوغرافية المناسبة على مدار اليوم حسب التوقيت المناسب. وقالت سوزان إن الإصدار يعد رحلة تصويرية وشاهد محبة لوطني وأهلي، حيث حرصت من خلاله على إظهار ونقل ما توارثته الاجيال من حرف رائعة وفريدة، نشأ أصحابها في أرض الجزيرة العربية، التي تعرف بصعوبة مناخها وقسوته في هجير الصحراء ورمالها الملتهبة، وفي ثلج الشتاء القارص وبرودة رياحه. نظرا لاتساع رقعتها الجغرافية المتباينة التضاريس في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها، مما يجعل الإنسان يجد صعوبة في رصد كل ما تبدعه أنامل الحرفيّة على أرضها. وأضافت: إصدار كتاب يشمل هذا الرصد يحتاج إلى عمل جماعي لا فردي، ومع ذلك فقد اجتهدت في ان ألمّ بكل الذين يدونون تاريخنا الثقافي بأعماله الحرفية، وحملت عدساتي وكاميراتي (براً وبحراً وجواً) كي أوثق ذلك في صور جميلة أبرزتها جميعا في هذه الموسوعة التصويرية التي تعد الأولى بالمملكة في بابها. وتشير سوزان باعقيل أنها حاولت من خلال الكاميرا أن تنقل نشأة هذه الحرف وما يحيط بها من خطوات وأشخاص رجال ونساء توارثوا العمل فيها وأظهروا المنتج بشكل قطع فنّية توضح مهارة وإبداع هؤلاء الحرفيين واستخدام ما في بيئتهم من مواد خام، وتحويلها إلى منتجات ثمينة أبدعتها أيدي أجيال متتالية. وتقول: هذه المنتجات الحرفية ليست – فقط- إنتاجا فنيا، وإنما هي جزء من حياتهم اليومية يستخدمونها للزينة، أو في مجالات حياتهم المختلفة، حتى إن بعض القبائل يلقبون بالحرفة التي يقومون بصنعها. وتتابع: هذا العمل استغرق ليخرج بهذا الشكل سنوات من المتابعة، والتدوين، والسفر والتنقل بوسائل شتى، زرت العديد من مهرجانات التراث والفولكلور الشعبي وتنقلت في أرجاء المملكة، وسلطت الاضواء على الحرف العربية الاصيلة، وأبرزت جهود إبداع ومهارة أيدي هذه الاجيال، وأتمنى أن يكون هذا الكتاب ثروة لمن يقتنيه، او هدية قيمة يقدمها مشفوعة بحبه للحرفيين ولوطنه، كثيرا ما أحسست برابط يجعلني أتأمل الانامل وهي تعمل جاهدة لإبراز التفاصيل الصغيرة التي لا ترصدها سوى عين الفنان، ولعلي حينما أعود بالذاكرة قليلا لتأويل هذا التأمل أجد أنني أنتمي لحرفتي أيضا، وهي حرفة التصوير. فقصتي مع الكاميرا أوجدت هذا العشق لديّ. وتواصل باعقيل: إذا كان للذاكرة من تداعيات في هذه اللحظة فإن بدايتي مع حرفة التصوير الضوئي مبهمة التفاصيل، وكل ما أذكره أن الكاميرا كانت رفيقتي في تنقلاتي لفترة تجاوزت خمسا وعشرين سنة، نمت بيني وبينها قصة حب لفن التصوير، حيث بدأت كهواية وانتهت إلى دراسة واحتراف، وأصبحت جزءاً من شخصيتي، وتجري في دمائي، أحببتها لانها لغة تعبير عالمية، لا حدود لها ولا تحتاج إلى ترجمة، وبإمكانكم القول: إنه مع مرور الوقت أصبحت الكاميرا عيني التي أبحر في العالم من خلال عدستها، ثم أصبحت أعز صديق لي، تستجيب لرغباتي في التصوير، والتعبير، وتزيد من شوقي لإظهار ما حولي من جمال للأشياء، وتجعل من هذه الصور وثائق تاريخية واقعية، وأستطيع أن أعبر من خلال صوري هذه عن الجمال، والسلام، والعلاقات الإنسانية. وتروي الفنانة السعودية سوزان باعقيل قصة كتابتها.. فتقول: منذ زمن بعيد كنت، ولا زلت، أحترم هذه الايدي التي بذلت الجهد والعطاء، وبكل ذكاء استطاعت التعايش والتكيّف مع البيئة الصعبة، وأبدعت في مزاولة الحرف المختلفة والصناعات التراثية، واستخدمت المواد التي في محيطها، وكانت رغبتي بشكل خاص أن أوضح في هذا الكتاب واقع المرأة العربية، وإظهار قدراتها، فالفكرة السائدة عن المرأة أنها غير منتجة وغير مبدعة! وها قد أظهرت قوة إبداعها وقدراتها من خلال ممارستها للحرف التراثية الأصيلة، في مجتمعها وإظهار حسها الفني في الاختيار والإنتاج والإبداع. ومن ناحية أخرى فإن هذا الإنتاج الفني قد يكون مصدر رزق لمعيشتها وتعتمد من خلاله على نفسها. وتضيف: شخصياً وجدت أن كثيرا من هذا الإنتاج يشكل قطعا فنية نقية وبسيطة، كفن التصوير الفوتوغرافي الذي يعتبر فنا وحرفة في آن واحد، وهذه الأعمال الحرفية تتوارثها الاجيال وتنتقل من الآباء إلى الأبناء، وكتابي يعبر عن حبي واكتشافي واحترامي لهذه الحرف وأصحابها. وعبرت الفنانة السعودية عن أملها في أن يستشعر القارئ الجمال في صورها التي تحمل عبق التاريخ، وقالت: الإحساس بالرقي والجمال يتسامى في مراتبه حتى نحس جميعنا بما تنطوي عليه هذه المنتجات الحرفية من روعة وإبداع لاحدود له.