احتج آلاف البدو ضد حكم المحكمة الدائمة للتحكيم في لاهاي الخاص بترسيم حدود منطقة أبيي الغنية بالنفط في السودان قائلين إنه يسلبهم بعض مراعيهم في أول علامة ملموسة على الاستياء بشأن الحكم. وجاءت الاحتجاجات التي نظمها أفراد من قبيلة المسيرية بعد أقل من أسبوع على صدور الحكم والذي أعاد ترسيم حدود منطقة أبيي وقوبل بالترحيب بوصفه حلا لنزاع مرير على الأرض.وأبلغ شيوخ بقبيلة المسيرية رويترز بأن ما يصل إلى ثلاثة آلاف بدوي احتشدوا في بلدة المجلد النائية وسط السودان أمس متهمين الحكومة بقبول خسارة مراعيهم مقابل السيطرة على حقول النفط. ويتنازع الشمال والجنوب على مدى عقود بشأن أبيي، واتفق الطرفان على إحالة قضايا الحدود والملكية الخاصة بالمنطقة إلى محكمة التحكيم الدائمة بلاهاي العام الماضي بعد أن أخفقت لجنة مشتركة مكلفة بالنظر في هذه القضية في التوصل لاتفاق. ويُعد الخلاف بشأن أبيي من أكثر المسائل الشائكة في اتفاق السلام الشامل عام 2005 والذي أنهى أطول حرب في أفريقيا بين شمال وجنوب السودان. وفي المناقشات السابقة كان للخرطوم والمسيرية موقف موحد وهو أن شمال السودان يسيطر على منطقة رئيسية من المراعي وحقول النفط. وتسوق المسيرية ماشيتها جنوبا منذ سنوات طويلة للرعي في منطقة متنازع عليها تقطنها أيضا قبيلة نجوك دنكا التي لها صلات بجنوب السودان. ورسمت محكمة لاهاي في حكمها يوم الأربعاء خرائط جديدة جعلت مساحات كبيرة من المراعي داخل أبيي في حين منحت الشمال أغلب حقول النفط بما فيها منطقة هجليج المهمة. وتعرف أبيي حاليا بأنها منطقة إدارية خاصة تخضع لإدارة مشتركة من الشمال والجنوب، لكن سكانها وعدوا باستفتاء في يناير 2011 على الانضمام إلى الشمال أو الجنوب. ووفق محللين فإنه سينظر إلى أي علامة على تنامي معارضة المسيرية على أنه تطور مثير للقلق بالنسبة للحكومة في الخرطوم والتي تعتمد منذ فترة طويلة على القبيلة بالدعم في مناطق إنتاج النفط المضطربة في البلاد.