لاعب سابق في فريق الوحدة الأول لكرة القدم ، وحالياً إداري بذات الفريق الذي اعتزل (أو بالأحرى) اعتذر منه وسرد قصة الاعتذار كاملة في هذا الحوار الأول معه بعد ترشيحه من قبل ادارة النادي الحالية المكلفة. إنه عبدالعزيز حسن دبلول أصغر اداري فريق ضمن دوري زين السعودي للمحترفين حاصرته (الندوة) بمجموعة أسئلة بدأتها من بداياته الكروية مروراً بمرحلة اعتزاله حتى بلوغه مقعدا ادارياً في الفريق الذي كتب بداياته وعرفه بالجماهير الرياضية.. | حدثنا عن بداياتك مع كرة القدم؟ || انطلقت بدايتي من النادي العربي في حي الهجرة ثم نادي حي الهجرة وبعد ان لعبت في دورة لقوة الحج والمواسم ثم تمرنت في النادي الأهلي في جدة لمدة ثلاثة أشهر كنت قاب قوسين أو أدنى من أن أسجل رسمياً في كشوفاته لكن في تلك الفترة جاء إليَّ مسؤولون في نادي الوحدة وطلبوا مني التسجيل عندهم مقابل مبلغ مادي مقنع اضافة لالتحاقي بجامعة أم القرى لاكمال الدراسة الجامعية قسم التربية الرياضية وقد وافقت فوراً ، وبالفعل اكملت دراستي وتخرجت من الجامعة، وكان من المفترض أن أكون مدرس تربية بدنية ولكني لم أسلك مجال التدريس. | متى لعبت لفريق نادي الوحدة؟ || لعبت في الوحدة لدرجة الشباب في عام 1416ه في مركز رأس الحربة ولمدة موسم واحد وقد كنت منافسا على هداف الدوري وبقوة ، وحققنا درع الدوري قبل انتهائه بأربع مباريات، وفي الموسم التالي أي في عام 1417ه التحقت بالفريق الأول واستمررت فيه ذلك حتى عام 1423ه ، وقد كانت تمر بالفريق في تلك الفترة أوقات صعبة جداً ، حيث ان الاحتراف لم يكن يطبق التطبيق الصحيح وكانت الأمور ا لمادية سيئة جداً جداً، وأتذكر أننا جلسنا 14 شهراً بدون أن نتسلم رواتب فكان عطاء الفريق بوجه عام ضعيفاً ، وأفضل مركز حققناه هو المركز السابع. | ما هي الأسباب التي أدت بك لترك نادي الوحدة خصوصاً وأنك اعتزلت في سن السادسة والعشرين؟ ||صحيح انني تركت النادي وأنا في قمة عطائي وأكثر من ذلك أنني وبعد سنتين من اعتزالي الكرة كانت الصحف تشير إلى أن الفريق قد فقد لخدمات لاعب محور متمكن ، مع العلم أن أكثر المباريات لعبتها في خانة الوسط، وكانت معظم الجماهير الوحداوية تظن أنني ألعب في خانة الليبرو لكن أنا أساساً كنت لاعب وسط، والسبب الرئيسي الذي جعلني أترك النادي كما سبق وقلت لك إن المشكلة كانت في الاحتراف وكانت هناك أخطاء كبيرة حتى منا نحن اللاعبين ، وكانت تنقصنا ثقافة الاحتراف وبصراحة الأنظمة واللوائح والقوانين المعمول بها حالياً لو انني عرفتها وأنا لاعب لوجدتني امارس الكرة حتى هذا الوقت. | نعود للسؤال السابق ولكن من زاوية أخرى ما هو سبب اعتزالك الكرة مبكراً؟ ||كان الخطأ مزدوجاً من النادي والخطأ الأكبر مني شخصياً وأعترف بذلك ، حيث كانت لي مستحقات كبيرة علي النادي ، وبعد انتهاء عقدي رفضت توقيع العقد الجديد قبل استلام مستحقاتي ، وقبل انتهاء الفترة بيوم واحد قالوا انهم سوف يعطونني نصف المبلغ ووافقت على نصف المبلغ، ولكن في وقت التوقيع طلبوا مني التوقيع على العقد الجديد وسوف يصرفون لي مستحقاتي فيما بعد ، فرفضت التوقيع وغادرت الكرة نهائياً إلى هذا الوقت ، وبالفعل تقدمت بخطاب اعتذار لعدم استطاعتي اكمال المشوار الرياضي وارغب للاتجاه للعمل الوظيفي، وكان المدرب خالد القروني من أكثر الناس الذين طلبوا مني البقاء في النادي لأنه كان يؤمن بموهبتي ومقدرتي على خدمة النادي ، لكني قد اتخذت قراري بعدم العودة لممارسة الكرة وقد اتخذت القرار وأنا مقتنع به تماماً ، مع أن المدرب خالد القروني ذهب إلى أكثر من ثلاثة أندية وطلب مني اللعب لها لكني رفضت وأيقنت بأن رزقي ليس في كرة القدم وأن الله سبحانه وتعالى قد كتبه لي في مكان اخر. | وماذا عن تلك المستحقات؟ || حتى الآن وبعد مرور سعب سنوات كنت اطالب فيها بمستحقاتي ولم أحصل عليها، وبالرغم من ذلك فإنني أقدر ظروف النادي المالية، وعندما طُلب مني خدمة النادي لم أتردد لحظة واحدة ولم ولن أساوم النادي الذي عرفني بالجمهور وعرف الجمهور بي ، وقد تنازلت عن قرار ابتعادي عن الكرة وبالرغم من انني لم آخذ حقوقي لكني وافقت على أن أتولى منصب اداري في الفريق الأول ولم أطالب بحقوقي السابقة، وهذا أكبر دليل على أنني لا أساوم النادي، وأنا هنا من أجل خدمة هذا النادي المكي العريق، واذا عرفت ان النادي أموره ميسرة سوف أطالب بها، اما اذا النادي يعيش في ضائقة مالية فأنا أول شخص يضحي من أجله ، وأنا هنا في هذا المكان من أجل أن أعمل لا من أجل أن أساوم. | ما هي ممارساتك الرياضية بعد تركك لنادي الوحدة منذ سبع سنوات؟ || في فترة السبع سنوات الماضية كنت أمارس الأنشطة الرياضية وكرة القدم بالذات ، وعدت لفريقي السابق وهو نادي حي الهجرة بمكةالمكرمة، وكنت أقوم بتدريب الفريق والمشاركة في كل الدورات في المنطقة الغربية، وقد حصلنا على مجموعة كبيرة من البطولات والكؤوس والميداليات على مستوى مكةالمكرمةوالغربية. | السؤال الأهم هو كيف وصلت إلى ادارة الكرة في فريق الوحدة؟ وهل ذلك حدث بسبب علاقتك مع الأستاذ عبدالمعطي كعكي؟ ||كانت علاقتي مع جميع المسؤولين في النادي الوحداوي ممتازة جداً، وكذلك مع جماهير الوحدة ، وأيضاً مع لاعبي الوحدة ، وكنت أحضر جميع مباريات الوحدة، والتمارين في النادي ، وكنت متواصلاً مع الوسط الوحداوي بجميع شرائحه، وعن سؤالك كيف وصلت لهذا المنصب أقول لك شيء طبيعي ان أي شخص يحتاج لأن يأخذ فرصته ، وفي الوسط الرياضي بالذات لابد أن تجد شخصاً مسؤولاً يكون مؤمناً بأفكارك وقدراتك والأشياء التي أنت تستطيع ان تقدمها، الأستاذ عبدالمعطي كعكي يعرف امكانات عبدالعزيز دبلول ، وأنه لو اتيحت لي الفرصة ممكن أن أقدم الشيء الكثير، وصحيح انه يوجد أناس كثيرون في مكةالمكرمة عندهم الأفكار التي يمكن أن يقدموها ولكن محتاجون لمن يتبناهم ، وممكن لو أن مناحي الدعجاني مثلاً تولى منصب الرئاسة ممكن يأتي بأشخاص هو يعرف أنهم أصحاب فكر، وفي الأول والأخير لا يوجد أي شخص مسؤول يضحي بمنصبه ويضحي باسمه لأجل أن يجامل شخصاً يعرف أنه ليس كفؤاً للعمل ، والدليل على ذلك أن عبدالمعطي كعكي عندما رشحني لهذا المنصب لم يكن هناك أي مجاملات ، لأن الذين كانوا مرشحين لهذا المنصب كانوا كثيرين منهم محمد خضري وعبدالستار ادماوي، وعبدالله عسيري، وعدنان عبدالشكور، وفيصل بامحرز، وعبدالمعطي سأل بعضاً من اللاعبين ومن الجماهير الوحداوية حتى استقر رأيه على عبدالعزيز دبلول، وعبدالله عسير، ولو كان هناك أي مجاملة كان أقرب شيء أن استلم أنا شخصياً مدير الكرة ويكون عبدالله عسيري اداريا للفريق بحكم أننا أقرب لعبد المعطي ، ولكن تم تقييمنا تقييماً علمياً وصحيحاً للمنصب نجد أن عبدالله عسيري تفوق عليَّ بحكم أنه عندما كنا لاعبين كان هو كابتن الفريق،علماً بأن درجتنا العلمية متساوية ونحن أكاديميان ومتخرجان من الجامعة ، وكنا لاعبين سابقين في النادي، وأعمارنا قريبة من بعض. | في أول اجتماع لك مع اللاعبين ماذا قلت لهم؟ || قلت لهم إن أمورنا لم تضع إلا عندما ضيعنا قيمنا وصرنا نعتمد على اللوائح والأنظمة ، وللأسف اللوائح والأنظمة ممكن أن تتغير ومهما كانت ممتازة لابد أن يكون فيها اخطاء، وانني سوف اتعامل معهم بما يوجبه علينا ديننا ، بمعنى أن الدين المعاملة، واللاعب اذا أخطأ مرة أو مرتين فانني لن أطبق عليه الجزاءات والحسم من الراتب، ولكن سوف أجلس مع اللاعب وأفهمه اخطائه وامكانية اصلاحها والاداري الناجح يجب أن يتعامل معاملة ايجابية مع اللاعبين ، وان يفرض احترامه على الجميع ، وان يكسب تقدير الكل وكل واحد يعرف ما له وما عليه، وان تداري على اللاعبين لأن كلمة ادارة تأتي من المداراة ، ولأن كثيراً من الاداريين يتصيد اخطاء اللاعب ويمارس عليه الأنظمة بشدة. |الوحدة قبل ثلاثة مواسم وصلت للمربع الذهبي، لم تراجع الفريق في رأيك وماذا يحتاج الفريق ليعود للمراكز المتقدمة؟ || في الحقيقة من أهم مخططات الادارة الحالية أن تعيد هيبة الفريق التي فقدها في السنتين الاخيرتين ، ونحن نعمل الآن على هذا الهدف، ولا أعرف بالضبط السبب الحقيقي لكن من وجهة نظري ان المحترفين الأجانب لم يكونوا على مستوى عالٍ ولم يقدموا المأمول منهم. | ماذا يحتاج الفريق الأحمر لكي تعود هيبته على حد قولك؟ || الفريق لا يحتاج سوى لتريب الأوراق الادارية، وبصراحة نحن الآن في زمن الاحتراف وزمن الدفع النقدي (الكاش) والفريق الذي يملك مادة قوية ، ومتى ما توفرت الراحة المادية والنفسية والمعنوية للاعب فإنه بالتأكيد سوف يبذل مجهوداً مرضياً داخل الميدان. | أنت كإدارة ماذا لديكم لتقدموه للنادي؟ || بصراحة ما سمعته في السابق ان اللاعبين كانوا يشتكون من الفراغ الاداري وان النادي لا يوجد به عيادة طبية ولا صالة حديد حتى ان بعض اللاعبين كانوا يتعالجون على حسابهم الخاص، ومنذ أن تولى رئيس النادي منصبه ونحن نعمل جاهدين لتأسيس الطلبات الناقصة، وبالفعل قمنا بتكليف شركة متخصصة لتأسيس صالحة الحديد والعيادة الطبية، والطاقم الاداري متواجد يومياً في النادي قبل التمارين بساعة مع اللاعبين وكذلك بعد التمارين.