انتقد رئيس هندوراس المخلوع مانويل زيلايا تضاؤل حجم الإدانة الأميركية للانقلاب العسكري الذي أطاح به، وأكد أنه لن يغادر الحدود مع نيكاراغوا حيث يخيم حالياً بأمل العودة، إلا أن الجيش الهندوراسي الذي كثف وجوده على الحدود أصدر تعليمات باعتقال زيلايا بمجرد دخوله البلاد، رغم ما أبداه من دعمه لمحادثات كوستاريكا التي تتوسط في حل الأزمة. فقد انتقد زيلايا يوم الأحد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للمرة الثانية خلال يومين متذرعا بأنها توقفت عن استخدام تعبير (انقلاب) لوصف إزالته من السلطة وطالبها باتخاذ موقف أقوى. وقال زيلايا للصحفيين في قرية أوكوتال الحدودية مع هندوراس حيث يخيم حالياً، (إن موقف الوزير كلينتون كان حازما في البداية، الآن أشعر بأنها لا تشجب (الانقلاب) فعلياً، ولا تتصرف بحزم ضد القمع الذي يعانيه الهندوراسيين). ونفى أن تكون كلينتون قد دعته إلى واشنطن لاستئناف المفاوضات مع الحكومة المؤقتة التي تتولى إدارة البلاد حالياً، رغم تأكيده أنه اطلع على تقارير صحفية أشارت إلى أنه سيلتقي بها في الولاياتالمتحدة الثلاثاء المقبل. وقال (إذا أراد أحد التحدث إلي فليأت هنا إلى أوكوتال). وكانت وزيرة الخارجية الأميركية انتقدت محاولة زيلايا العودة إلى هندوراس ووصفت تلك الخطوة بأنها (تصرف متهور لا يساهم في الجهود الأوسع لاستعادة الديمقراطية والنظام الدستوري في هندوراس)، وحثت جميع الأطراف على التوصل إلى حل سلمي للأزمة عن طريق التفاوض. وقد تحولت قرية أوكوتال -التي يخيم فيها زيلايا وتبعد نحو 20 كيلومتراً فقط عن الحدود مع هندوراس- إلى محط أنظار المواطنين المحليين ومقصد الصحفيين وأنصار زيلايا الذين تجمع عدة مئات منهم في هذه القرية الجبلية الصغيرة. أما على الجانب الآخر من الحدود فلم يتخط أنصار الرئيس المخلوع من الهندوراسيين المائة بسبب الحظر المفروض على الحدود والإجراءات العسكرية التي عاقت وصول الآلاف منهم، في حين قرر عشرات آخرون ممن نجحوا في الوصول العودة إلى منازلهم. من جهته قال قائد القوات المسلحة في هندوراس الجنرال روميو فاسكويز في تصريح لإذاعة (راديو غلوبو) المحلية السبت (لن نطلق النار على شعبنا)، ودافع عن انقلاب 28 يونيو الذي لعب هو دوراً بارزاً فيه، بالقول إنه كان يطبق فقط أوامر المحكمة العليا، مؤكداً أن (القوات المسلحة ليست المسؤولة عن الانقسام الداخلي). وإذاعة راديو غلوبو هي واحدة من وسائل الإعلام القليلة التي تنتقد الحكومة المؤقتة التي يرأسها روبرت ميتشيليتي، وقد أجرى فاسكويز عبرها حديثاً مع زوجة زيلايا زيومارا كاسترو التي بقيت في هندوراس ومنعت من الوصول إلى الحدود.