عندما تهيم الأرواح في عالم السلام.. ألتقيك روحاً شفافاً ينثر ورود الحب على أرصفة الرضا.. آتيك طيفاً متعثراً.. خجل الخطوات أسكب تحت قدميك سيولاً من العتب الصامت الممزوج بفرحة اللقاء.. أفرش طريقك بباقات من زهور الأمنيات المتفتحة بهجة.. المتمايلة زهواً على إيقاع اللهفة إليك. عندما تهيم الأرواح في عالم الأمان.. ينتحر النفاق المتأرجح فوق لسان الكذب المحلى بالمر.. ليستقر بين العيون المكحلة بالرذيلة والشفاه المرسومة بالعهر.. تتوارى الوجوه العارية خلف ستائر الزيف.. تتزلزل الابتسامات الصفراء من رعد الصدق وبرق الحق.. تهترىء جلود القسوة.. تتمزق أشلاء الغيرة والحقد الأسود.. تنصهر.. تنحدر خلاصتها لتستقر في غياهب الخزي. عندما تهيم الأرواح في عالم النقاء.. تنفلق الحجارة عن زلال فضّى.. يرقص النبض منتشياً في أعظم احتفالية حب.. يشتد المخاض معلناً ولادة أبجديات الحقيقة.. تتسابق الموجات الزرقاء متوجة بالزبد اللؤلؤي.. يرسم الأمل ابتسامته على شفاه الفضاءات الغاضبة.. تدق نواقيس السعادة معلنة بداية حياة ونهاية معاناة.. عندها أتسلل إلى محرابك تحملني خيول الشوق على سروجها المنسوجة من خيوط الفجر الجديد القادم بالبشائر.. نضيء سماء المحراب.. أدعوك.. لننطلق روحين نحلق في عالم من البلور الزمردي.. نهيم في برزخ الحب مع الهائمين.. وننشد تراتيل الوجد مع المنشدين عندها أدعوك أن تعال لتأخذ بيدي كما كنت يا سيدي يا سيد الأمس واليوم والغد.