القنبلة التي فجرها رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية وأمين سر (فتح) فاروق القدومي بنشره لوثائق تشير إلى تورط رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومحمد دحلان في مخطط إسرائيلي لقتل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالسم ، أقل ما يقال عنها إنها محاولة غير موفقة للفت الانظار. فلم يكن سراً أن شارون وموفاز كانا يخططان لاغتيال ياسر عرفات وتحديداً بالسم ولكن زج الرئيس الفلسطيني في هذا المخطط والتأكيد من قبل القدومي أن هذا موجود في المحضر الذي سلمه اياه عرفات ربما لن يكون أكثر من عملية اختلاق قد تكون دبرتها المخابرات الإسرائيلية للإيقاع بين الفلسطينيين وخاصة أعضاء فتح بعد أن جعلت الهوة عميقة في الأساس بين فتح وحماس. وحتى تبرير القدومي لنشره هذا التقرير احتجاجاً على عقد المؤتمر العام لفتح في الداخل تبرير ليس له ما يسنده فهل الاختلاف حول المكان يبيح كل هذه الخصومة. وإذا كان القدومي قد تسلم التقرير منذ خمس سنوات فلماذا صمت عليه هذه الفترة الطويلة؟. ولكن الإعلان عن هذا المخطط المزعوم في هذا الوقت بالذات الذي يسعى فيه الحادبون على القضية الفلسطينية إلى توحيد الصف الفلسطيني لا يخدم قضية الشعب الفلسطيني، فمثل هذه الاتهامات خاصة وان السلطة قد أكدت أنها مختلقة ليس هذا وقتها وطالما أن القدومي انتظر خمس سنوات فماذا كان يمنعه ان ينتظر سنوات أخرى حتى لا يعرقل جهود الوحدة الفلسطينية فمن شأن هذه الاتهامات وإن كانت كاذبة أن تعمق الهوة بين الفلسطينيين وتضعف الموقف التفاوضي للسلطة أمام إسرائيل وتضعف الحماس العالمي الملاحظ الآن لتسوية الصراع في المنطقة وتكون سبباً لضياع أكبر فرصة متاحة الآن للسلام.