أكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن المؤمنين مأمورون بأن يتعاونوا على البر وعلى كل عمل صالح ينفع الأمة ويسعدها ويرفع من شأنها ، وإن أمة محمد أمة التراحم والمحبة والمودة ، مشيرا إلى وصف الله تعالى أصحاب نبيه بقوله (رحماء بينهم) أي يرحم بعضهم بعضا ، ويحسن بعضهم إلى بعض ، وبما جاء في الحديث الشريف (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر). وقال سماحته في كلمة ألقاها في احتفاء الجمعية الخيرية للمساعدة على الزواج والرعاية الأسرية بمحافظة الطائف الليلة قبل الماضية بزفاف 140 شابا وفتاة بحضور محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر : إن شبابنا أمانة في أعناقنا ، فيجب أن نسعى لإصلاحهم وتوجيههم وتهذيب أخلاقهم ، وربط الطريق السوي الذي يسيرون عليه فيما يحفظ دينهم وسلوكهم . وأضاف : إن الزواج مشكلة عويصة ، وعقبة أمام بعض شبابنا ، فوفق الله هذه الجمعيات الخيرية لتبني هذا الزواج الجماعي وإعانة هؤلاء الشباب. ولفت النظر إلى التكاليف الباهظة للزواج التي ما أنزل الله بها من سلطان , مشددا على ضرورة السعي في التخفيف منها وتعاون المجتمع على تحقيق ذلك. ووصف سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مناسبة الزواج الجماعي التي تقام في مختلف مناطق المملكة بأنها خلق طيب ، وعمل صالح والإنفاق فيه من الإنفاق في سبيل الخير موضحا أن العلماء اتفقوا على أن إعطاء المتزوج الفقير من الزكاة أمر مطلوب لأنه يحصن فرجه ويغض بصره ، فالزواج حصن حصين للأمة وبتركه تضيع الأمة ، إضافة إلى أن الزواج يبقى النسل وتستمر حياة الناس. وأوصى سماحته الشاب المتزوج بالمعاشرة بالمعروف لأن الزوجة أمانة في العنق ومسؤول عنها يوم القيامة ، فعليه إطعامها وكسوتها ، محذراً من التقبيح والضرب على الوجه ، وأن لا يهجر إلا في مضجع. وشدد على الجميع بتقوى الله والحرص على الرفق بالمرأة مؤكدا دور أم الزوجة وأبيها في توصية ابنتهم بتقوى الله والقيام بحق الزوج لأن للزوج حق عظيم عليها. وأبان سماحته أنه إذا قام كل من الزوجين بما أوجب الله تعالى عليهما استقامت الحياة ، في حين ينشأ الخلاف والشقاق بين الزوجين عندما يتخلف أحد من الزوجين عن الحق الواجب عليه والمسئولية المناطة به. وسأل سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء في ختام كلمته الله تعالى أن يوفق المتزوجين كافة وأن يبارك لهم في حياتهم وأن يخلف على من قام بهذا العمل وساهم فيه معبرا عن شكره لأوقاف الشيخ صالح الراجحي على الإسهام الخير لإقامة هذا الحفل ولمعالي محافظ الطائف على رعايته للأعمال الخيرية ووقوفه مع كل عمل خيري في المحافظة ولجميع العاملين في الجمعية الخيرية للمساعدة على الزواج والرعاية الأسرية بالمحافظة على جهودهم ونشاطهم في هذا العمل الخيري. وكان رئيس مجلس إدارة الجمعية الشيخ الدكتور أحمد بن موسى السهلي قد ألقى كلمة خلال الحفل رحب فيها بسماحة مفتي عام المملكة ومعالي محافظ الطائف والحضور مؤكدا أن من حقائق الدين الإسلامي الشمول في كل شئ ومن ذلك حثه على فعل الخير. واستعرض الدور الذي تضطلع به الجمعية في مساعدة الشباب والتسهيل عليهم في أمور الزواج لما في ذلك من تخفيف آثار المشكلات على الأسر موضحا أن الزواج الجماعي من ضمن الأعمال التي تقوم بها الجمعية للإسهام في تخفيف الأعباء على الشباب في سبيل تكوين أسر صالحة بإذن الله تعالى. ونوه الشيخ السهلي بالدعم الكبير الذي تحظى به الجمعيات الخيرية للمساعدة على الزواج والرعاية الأسرية المنتشرة في أرجاء هذه البلاد من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله معبرا عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة على ما يوليه من اهتمام ومتابعة لأعمال الجمعية لتقوم بدورها الخيري تجاه مساعدة الشباب على الزواج ورعاية الأسر المحتاجة. بعدها توالت فقرات الحفل والتي اشتملت على عدد من الكلمات الخطابية والقصائد الشعرية ثم سلم معالي محافظ الطائف في نهاية الحفل الهدايا والمساعدات المالية للعرسان المحتفى بهم. كما تم تكريم الجهات الراعية والداعمة لحفل الزواج الجماعي الرابع. حضر الحفل معالي رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد وأصحاب الفضيلة العلماء ومدير الشئون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور علي بن سليمان الحناكي ومديرو الإدارات الحكومية بالمحافظة.