برؤية إنسانية معاصرة وواقع ملموس ونبراسٍ للعمل الوطني وتحقيق للمسؤولية الاجتماعية من اجل مستقبل مشرق لفئة من الشباب الطموح الثري بالقدرات التي تحتاج إلى إعطاء الفرصة ومن ثم التطوير.. بدأت تتجسد فكرة الشيخ يوسف عبداللطيف جميل رئيس شركة عبداللطيف جميل للاستثمارات العقارية فكان مثالا للفكر المجسد لا للجسد المفكر فحسب. صحيفة ( الندوة) التقت بمدير التدريب بفنادق عبداللطيف جميل الاستاذ عبدالله حمزة والذي أفصح لنا عن فكرة البرنامج والتي تمثل حلم الشيخ يوسف عبداللطيف جميل وتستهدف استقطاب الشباب السعودي لسوق العمل في مجال الصناعة الفندقية وذلك بتدريب الشباب على دفعات استجابة للتنمية المستدامة التي دعا لها خادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله فقد تم في المرحلة الأولى من البرنامج قبول 10 متدربين وسيزيد العدد خلال المراحل القادمة وسيكون المتدرب متفرغاً للتدريب على فترتين خلال 24 شهرا. ويضيف عبدالله حمزة كمقترح أولي في الفترة الأولى يتم التدريب على أقسام الفندق المختلفة من المبيعات والمحاسبة والتسويق والاستقبال والصيانة والمغسلة وخدمة الغرف والمطبخ والمأكولات أما الفترة الثانية فتكون فترة تعليمية يدرس فيها المتدرب مواد اللغة الانجليزية والتاريخ وجغرافيا العالم الإسلامي ومهارات الاتصال والحاسب الآلي والرياضيات والسلوكيات الإسلامية والصحة والمظهر العام والسلامة العامة والوقاية من الحريق إلى جانب اللغة العربية. وكشف عبدالله حمزة أن أهم معايير وركائز القبول لهذا لبرنامج كما خطط لها الشيخ يوسف عبداللطيف جميل سعودة الوظائف الفندقية واستهداف الشريحة الطموحة من الشباب أو محتاجي العمل في أوقات مبكرة من العمر وقد تم بحمد الله تحقيق هذه الرؤية الثاقبة للشيخ فمن بين العشرة متدربين هناك سبعة طلاب أيتام يعيشون مع أسرهم كما تم اختيار الشباب الحاصلين منهم على شهادة المتوسطة أو من تعثر فيها ويريد أن يتجه لسوق العمل وعلل عبدالله حمزة اختيار شباب المرحلة المتوسطة دون المرحلة الثانوية لان شباب الثانوية لديهم مجالات واسعة وفرص كثيرة لمتابعة التعليم أو البعثات أو التوظيف فكان المعيار الأول أن يكون المتدرب سعودياً وأن يكون عمره 16 سنة حتى يكون سهل التشكيل والتدريب وأن يكون لائقا طبيا وان يكون في حاجة للعمل والأفضل من يشترك في إعالة أسرته. وأكد عبدالله حمزة يحق للمتدرب أن يواصل تعليمه الثانوي أو العالي وسيجد من زملائه ومن جهة العمل كل الدعم والمساندة حتى يرتقي المتدرب بنفسه وعمله فلدينا مثال حي لذلك الأستاذ رائد قائد وهو حاليا مسؤول شؤون موظفين بقسم الفنادق. وأفاد عبدالله حمزة إن من ابرز مميزات البرنامج أن المتدرب يحصل على مكافأة شهرية بمبلغ 1500 ريال في السنة الأولى وتشجيعا من الشيخ يوسف عبداللطيف جميل فقد رفع المكافأة الشهرية ل 2000 ريال شهرياً خلال السنة الثانية من التدريب كما توجد عيدية بنهاية شهر رمضان مقدمة من الشيخ يوسف عبداللطيف جميل لكل متدرب حوالي 2000 ريال كما يتم تأمين المواصلات للمتدربين من البيت لمقر التدريب والعكس وتوفير مستلزمات التعليم والتدريب وتأمين الملابس وغسلها بالفندق لكل متدرب ومن الجدير بالذكر بأن المتدرب يستحق التمتع ب 75 يوم إجازة - أسوة بطلاب المدارس - مدفوعة الأجر. واختتم مدير التدريب عبدالله حمزة حديثة قائلا بعد التدريب يوظف المتدرب بمجموعة فنادق عبداللطيف جميل بعقد توظيف على إحدى الوظائف التالية كمندوب مشتريات أو موظف استقبال أو مشرف عمال حقائب أو مسؤول عمال أو إداري شؤون موظفين أو كاتب حسابات أو مسؤول حسابات أو محصل حسابات أو أمين مستودع أو محاسب مطعم (كاشير) وذلك حسب تقارير كفاءة المتدرب ورأي المختصين بإدارة الفندق واحتياجات سوق العمل وسيحصل الموظف على راتب يتراوح مابين 2600 و2800 ريال شهريا بالإضافة إلى بدل سكن حوالي 15 ألف ريال أي أن مجمل الراتب النهائي مع بدل المواصلات يصل إلى 4300 ريال وإذا أنهى المتدرب فترة العمل بفنادق عبداللطيف جميل التي توازي فترة التدريب يحق له إذا وجدت له فرصة عمل أفضل أن يتجه لما يراه الأفضل له. والتقت صحيفة (الندوة) بعدد من المتدربين حيث قال في البداية هاني محمد طيب: التحقت بالبرنامج وكل ثقة بالله ثم بالأستاذ عبدالله حيث أنه وضح لنا أنا وأخي الأكبر كل شي عن البرنامج واطلعنا على العقد وقرأته بتمعن واقتنعت بما جاء فيه واجدها فرصة رائعة لا تعوض ولن أجدها بعد تخرجي من المرحلة الثانوية وكذلك هي فرصة للمساهمة في مصاريف المنزل وتغطية مصاريفي الشخصية كما أنني لن اترك دراستي وسأواصل تعليمي بإذن الله وانظم ما بين العمل والدراسة. وقال عزام العميري : أنا الآن متواجد باليوم الأول من التدريب ببرنامج عبداللطيف جميل لخدمة الفنادق والتحقت بالبرنامج للمساهمة في مصاريف المنزل (فالشغل مو عيب) وقد اطلعت على عقد التدريب بنيت ثقتي بالله ثم بالبرنامج لما لاسم عبداللطيف جميل من أيادي بيضاء في الأعمال الاجتماعية المختلفة وهذا لا يعني أني سأترك دراستي الثانوية وإنما سأواصل حتى تعليمي الجامعي فهناك وعود كثيرة بالمساعدة للتوفيق ما بين العمل وإكمال الدراسة وارجو من الشباب عدم إضاعة وقتهم في الشارع وان يستفيدوا من الفرص التدريبية المتاحة. أما عبدالله محمد كلنتن فقد قال : أنا بالصف الثاني ثانوي ولا اعتبر التحاقي ببرنامج التدريب في هذا الوقت تضحية لأني سوف أكمل دراستي الثانوية إما منازل أو ليلية والتحق بالجامعة أيضا واجد البرنامج فرصة كريمة لخدمة الشاب وتدريبهم على خوض سوق العمل وكذلك حتى استطيع أن أساهم في دخل المنزل كماني أحب العمل الفندقي حتى أساهم في خدمة ضيوف الرحمن فأنا ابن مكة وسأكون بهذا العمل بإذن الله خير سفير لهؤلاء الزائرين. وحدثنا رائد محمد قائد عن تجربته بالعمل الفندقي حتى أصبح مسؤول شؤون موظفين حيث قال بدأت بالعمل في الفندق كموظف استقبال في الوظائف الموسمية المؤقتة في رمضان والحج من عام 2004 م حيث كنت في السنة الأولى جامعة وفي عام 2005 أعلن الفندق عن وظائف دائمة احدها مسؤول شؤون موظفين ولم يشترطوا سوى حصول المتقدم على الثانوية العامة وكنت متخوف من التقديم على الوظيفة وبالتالي التضحية بالجامعة لكن الزملاء هنا شجعوني على التقديم على الوظيفة وقد كان هناك مسابقة ومفاضلة وظيفية والحمد لله تم قبولي لعدة أسباب منها اني جامعي بالإضافة إلى أن لغتي الانجليزية جيدة. ويضيف رائد الحمد لله بمساعدة وتعاون الزملاء والرؤساء بالعمل والأسرة بالمنزل استطعت التوفيق ما بين الدراسة والعمل فكنت دائما اخذ الشفت الليلي أثناء فترة الدراسة وفي الصباح اذهب للجامعة وفي فترات الإجازات اخذ دوام شفت صباحي أو مسائي والحمد لله استطعت انهاء دراستي الجامعة قسم خدمة اجتماعية وقد استفدت كثيرا من هذا التخصص سواء في خدمة المجتمع وتوفير الأجواء الأخوية هنا بالعمل والمساهمة في الحد من بعض المشكلات العرضية التي قد تحصل. وأختتم رائد حديثه بنصيحة للشباب المتدربين وحثهم على مواصلة التعليم من بعد التدريب والتوظيف حتى يعتلوا المناصب القيادية في العمل فأنتم شباب مميزون وقادرون على الإنتاج والإبداع ففي حين الشخص العادي ينجز إما دراسة أو عمل بينما أنتم تنجزن الاثنين معاً.. وتمنى لهم التوفيق وان يجتازوا التجربة بنجاح. ومن الجدير بالذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة استقبل في مكتب سموه بجدة في يوم 12 يونيه 2007 الشيخ يوسف عبداللطيف جميل رئيس شركة عبداللطيف جميل للاستثمارات العقارية.. حيث قدم لسموه عرضاً مفصلاً عن مشروع جبل الكعبة.. وما تم إنجازه في المشروع الذي يأتي ضمن مشاريع تطوير المنطقة المركزية وتعود ملكيته للشركة.. حيث أنجزت الشركة حتى الآن أربع فنادق وبيَّن العرض أن المشروع يحتوي على تسعة أبراج فندقية تصل ارتفاعاتها إلى ستة وعشرين دوراً. وقال الشيخ يوسف عبداللطيف جميل إن الشركة تنفذ حالياً عدداً من المشاريع تشمل إنشاء مجموعة فنادق.. بالإضافة إلى العديد من الخدمات والمرافق الخاصة بالمشروع وتشمل أسواقاً ومناطق تجارية وخدمية. وقد تمنى سموه في نهاية العرض التوفيق للمشروع وأن يتم إنجازه على أعلى المستويات العمرانية والتخطيطية التي تخدم حجاج بيت الله الحرام وزواره.