أكد صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس (اجفند) أن العالم النامي ومنطقتنا على وجه الخصوص أكثر حاجة اليوم من أي وقت مضى للإسهامات التنموية المؤسسية لتدارك تداعيات الأزمة العالمية التي قلبت الموازين . وطالب سموه بإنصاف الجهد العربي في معادلة التنمية مشيراً إلى أن الرصيد الذي يسهم به العون العربي يجب أن يتخذ موقعه الصحيح واللائق بين الصناديق والمؤسسات الإقليمية والدولية الأخرى . وحث سموه الصناديق العربية لتوظيف الإعلام بحنكة وحكمة لإثبات الإسهام العربي الملموس في فتح منافذ الأمل للمحتاجين ودعم الدول بدون تمييز وإعانتها للوفاء بالتزاماتها تجاه شعوبها والدفع باتجاه السلم العالمي. جاء ذلك في كلمة سمو الأمير طلال بن عبدالعزيزفي افتتاح الاجتماع التنسيقي الخامس والستين لمجموعة الصناديق ومؤسسات التنمية العربية في قاعة مكارم بفندق ماريوت الرياض ويستضيفه على مدى ثلاثة أيام برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية (أجفند) . وقال سموه في كلمته التي ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال الممثل الشخصي للأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس (اجفند) (إننا غير بعيدين عن السقف الزمني (2015) الذي حددته الأممالمتحدة لبلوغ أهداف الألفية وما تحقق من هدف خفض الفقراء بنسبة (50) في المائة هو دون المستوى المطلوب والأهداف الأخرى تنوء بتأثيرات الأزمة العالمية التي خلطت الأولويات وبعثرت الجهود في الدول النامية بين امتصاص صدمة ارتفاع أسعار السلع الغذائية والرئيسة والتعامل مع الركود الاقتصادي). وأضاف سموه أن أجندة اجتماع اليوم حافلة ببنود تعكس التفاعل الإيجابي لمؤسسات العون العربي مع تأثيرات الأزمة على المجتمعات النامية . ووصف سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز دور الصناديق العربية التنموية ب (الدينماميكي) باستهدافها لب المشكلات التنموية لا فتا النظر إلى مشروع (أجفند) لمكافحة الفقر من خلال تأسيس بنوك الفقراء التي تستهدف المرأة والشرائح الضعيفة . وأوضح سموه أنه خلال أقل من خمس سنوات انضمت (4) دول عربية إلى منظومة بنوك الفقراء وهي الأردن ومصر اليمن والبحرين فيما توشك كلاً من سوريا والسودان على الانضمام لهذه المنظومة وامتد المشروع إلى أفريقيا جنوب الصحراء . وقال سموه (إن جميع الصناديق العربية لديها تجارب مميزة تستحق الوقوف عليها والأخذ منها وكل تجربة ناجحة هي رصيد للمجموعة تضاف إلى حصيلة عطائها التنموي). وكان المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي ناصر القحطاني قد رحب في مستهل الاجتماع بممثلي منظمات العون العربي مبدياً أهمية التنسيق بينها ونيابة عن المجموعة . وخاطب مدير العمليات في المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا (باديا) كمال محمود عبداللطيف المجتمعين وأعلن استضافة (باديا) الاجتماع التنسيقي القادم للمجموعة في الخرطوم . وناقشت جلسات أمس من اجتماعات الصناديق اللقاء المقرر عقده بين المجموعة والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة والخروج بتصور موحد للإسهام في تداعيات الأزمة العالمية على الزراعة والغذاء. وعقب الاجتماع أوضح سمو الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أن أي اجتماع فيه تنسيق وعمل بروح الفريق في أي مكان في العالم هو إضافة نوعية لأي جهة كانت فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بتنمية الوطن العربي بصفة خاصة والعالم بصفة عامة.. ولفت سموه في تصريح صحفي عقب افتتاح الاجتماع إلى وجود الإمكانات العربية لكن ينقصها التنسيق لعدم حدوث الازدواجية . وأكد أنه عندما ينسق مديرو العمليات المعنيين في تحركات الصناديق نحو دعم المشاريع التموية وكيفية تنفيذها تمنع الازدواجية وتعظم النتائج وتعطى صورة للعالم إننا عندما نعمل بشكل فريق يمكن أن نحقق نتائج ملموسة. وبين سموه أن أهمية هذا الاجتماع تمكن في تنسيق الخبرات في المنظمات والمؤسسات التي تعمل في المجتمع اليوم، فعندما تشترك هذه الخبرات المتراكمة ويتم التبادل ومعرفة ما الذي يجري هنا وما الذي يجري هناك وما الذي يستفاد هنا وما الذي يستفاد هناك لا تتكرر الأخطاء في مكان آخر وهذا بحد ذاته إضافة . وقد ناقشت جلسات اليوم الأول من اجتماعات الصناديق عدداً من القضايا، حيث عرض ناصر الذويب تجربة برنامج الخليج العربي في صناعة الإقراض الصغير لمكافحة الفقر، ووقف ممثلو المجموعة على نتائج الندوة التي نظمها البنك الإسلامي للتنمية بعنوان(عالم بعد الأزمة .. التداعيات الإقليمية وتنسيق استجابة الدول الأعضاء). واستعراض عدد من المشروعات التي يرمي البنك الإسلامي لتنفيذها في عدد من الدول الإسلامية. كما تضمنت مناقشات اليوم الأول ورقة للصندوق الكويتي والصندوق العربي عن تطوير قطاعي المياه والزراعة في الوطن العربي. ومن المقرر أن تناقش المجموعة في جلسات اليوم الثاني التعاون مع البنك الدولي، وبوابة التنمية العربية، ودعم برامج محو الأمية والتمويل الأصغر في أفريقيا، والمداخلات التنموية للمجموعة تجاه الشعب الفلسطيني، كما ستتناول مناقشات اليوم الثاني اللقاء المقرر عقده بين المجموعة والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة والخروج بتصور موحد للإسهام في تداعيات الأزمة العالمية على الزراعة والغذاء.