لم يقتصر عمل مغسلة الأموات الخيرية بجامع المهاجرين على تغسيل وتكفين الموتى فحسب بل هو أوسع من ذلك فقد أصبحت المغسلة صرحاً شامخاً ومركزاً يؤمها كثير من طلبة العلم وطلبة المدارس والجامعات وعلى مستوى الأفراد والجماعات ليتعلموا فيها هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا المجال وهو كيفية تغسيل وتكفين الموتى شرعاً وتطبيقاً تحت إشراف ورعاية ومتابعة إدارة المغسلة على أيدي نخبة من المختصين في هذا المجال وقد أقيمت عدة دورات على مرور الأعوام السبعة الماضية حيث أن أول دورة أقيمت في عام 1424ه ثم توالت الدورات بعد ذلك وبشكل منتظم سنوياً وشهرياً أو حسب طلب الجهة الطالبة للدورة وقد استفاد عدد كبير من المغسلين والمغسلات كما اسفاد عدد كبير من طلبة العلم الذين أخذوا دورات مكثفة في الشرح والتطبيق وكان آخر هذه الدورات لطلاب معهد إعداد الأئمة والدعاة التابع لرابطة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة لهذا العام 1430ه , وبلغ عدد الطلاب الذين شاركوا في الدورة 75 طالباً من جنسيات مختلفة من 35 دولة حيث كانت مدة الدورة خمسة أيام تقام في ثلاثة أيام الأولى دروس مفصلة ومشروحة عن ما يجب فعله عند الاحتضار وبعد الوفاة وكيف يغسل ويكفن ومن له حق بغسله ومن يغسل ومن لا يغسل وماهي الأحكام والأحاديث الواردة في ذلك وأقوال العلماء إلى غير ذلك وقام بإعدادها محمد حسان . أما اليومان الأخيران من الدورة فيطبق فيهما الغسيل عملياً على مجسم قام بالشرح كل من : أحمد سليمان جلون و عبد الواسع طارش وقد استفاد الطلاب من ذلك كثيراً عن كيفية الغسل وإعداد تجهيزاته والكفن ومقاساته بعيداً عن البدع والخرافات وما يخالف الشرع . وكما نعلم أن هذا البلد هو منبع العلم والإسلام ومنه تخرج أصول العلم النافع فهؤلاء طلاب علم من دول عديدة تلقوا العلم تحت رعاية معهد الأئمة والدعاة التابع لرابطة العالم الإسلامي الذي سهل لهم الطريقة الصحيحة لتلقي العلم الذي سيعودون إلى بلدانهم به ليستفيدوا غيرهم من المسلمين وكان تعاون المغسلة معها مثمراً في هذا الجانب فقد وعت هؤلاء الطلاب بطريقة التغسيل والتكفين الصحيح.