قال الزعيم الليبي معمر القذافي في خطاب بميدان عام في العاصمة الإيطالية إنه لو كان الأمر بيده لألغى الأحزاب السياسية ومنح الشعب الإيطالي السلطة المباشرة، واتهم الولاياتالمتحدة بأنها تسعى إلى استعمار العالم. وفي كلمة له بميدان كامبيدوجليو التاريخي قال القذافي إنه (لن يكون هناك يمين ولا يسار ولا وسط) باعتبار أن (النظام الحزبي يجهض الديمقراطية). وأثار الخطاب غضب مضيفه رئيس بلدية روما اليميني جياني أليمانو الذي أشاد بالزعيم الليبي قبل ذلك بساعة للصحفيين، واعتبر أن (حديث القذافي عن الأحزاب السياسية غير مقبول)، وقال (إننا لا نقبل دروسا عن الديمقراطية من أحد).وفي خطاب أمام طلاب جامعة لا سابينزا بروما، اتهم الزعيم الليبي الولاياتالمتحدة بأنها تسعى إلى استعمار العالم، وأنها (ليست مهتمة بحرية الشعوب، وتحارب كل من يقف في طريقها).وأضاف أن الولاياتالمتحدة (أرادت أن تقتل القذافي لأنه لم يكن يريد أن يخضع لها وأراد لبلاده أن تبقى حرة، في إشارة للغارات الأميركية على طرابلس الغرب وبنغازي عام 1986، التي شبهها بهجمات الحادي عشر من سبتمبر. وفي موضوع ما يسمى الإرهاب، قال القذافي إن الأعمال الإرهابية يجب أن تدان، غير أنه نبّه إلى أن السبب وراءها (مرتبط باستعمار العالم الإسلامي من جانب دول تعتنق المسيحية). واعتبر أن (الإرهاب) رد على كل ذلك، وأن غزو الولاياتالمتحدة للعراق حوّله إلى (ساحة للقاعدة). وفي خطاب آخر أمام مجلس الشيوخ، انتقد الزعيم الليبي تعامل إيطاليا مع قضية الهجرة السرية. وقالت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) إن القذافي ألقى كلمته في قاعة ملحقة بقصر مجلس الشيوخ وليس في القاعة الأساسية كما كان متوقعا بسبب احتجاجات يقودها نواب المعارضة. وتشكل الهجرة السرية موضوعا ساخنا منذ أن وافقت ليبيا على استقبال المهاجرين الذين تنقذهم إيطاليا في البحر ضمن صفقة بقيمة خمسة مليارات دولار لتعويض أضرار الاستعمار الإيطالي لليبيا.وأشار إلى أن مبلغ مليار دولار الذي يمنحه الاتحاد الأوروبي لليبيا لاحتواء الهجرة غير كاف، ودعا الاتحاد إلى تقديم المزيد لأن المشكلة تعني أوروبا بأسرها. وأوضح أن عدة مليارات من اليورو ضرورية لوقف تدفق المهاجرين الأفارقة إلى البحر الأبيض المتوسط، وأكد أن ليبيا وإيطاليا لا يمكنهما معالجة هذه المشكلة وحدهما.