أكد فضيلة الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد البدر المدرس بالحرم النبوي ، ونائب رئيس الجامعة الإسلامية سابقا على أنه يجب على الداعية أن يستعمل في دعوته للمخالفين اللين والحكمة واللطف ، وأن تكون لديه الرغبة الصادقة في هداية الناس للحق حتى يحصل له القبول ؛ الشيخ البدر أوضح أنه ليس لأحد أن يتعلق بوجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده لتجويزه بناء المساجد على القبور أو دفن الموتى في المساجد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بنى مسجده وبنى بجواره بيوت أزواجه خارجةً عنه , وبعد موته دفن في بيت عائشة رضي الله عنها ، وبقيت البيوت خارج المسجد زمن الخلفاء الراشدين ومن بعدهم إلى أثناء عهد بني أمية حيث وسع في زمنهم المسجد وأدخل القبر فيه, والنبي عليه الصلاة والسلام حذر من اتخاذ المساجد على القبور في أحاديث محكمة منها ما قاله قبل موته ومنها ما قاله في لحظاته الأخيرة, فلا يجوز ترك هذه الأحاديث المحكمة والتعويل على عمل حصل في عهد بني أمية.وقد استهل الشيخ محاضرته التي نظمتها الجامعة الإسلامية مؤخراً ، تحت عنوان ( الإيضاح والبيان بأهمية توحيد العبادة ) ببيان أهمية توحيد العبادة والدعوة إليه, فذكر أن الجن والإنس إنما خلقوا لتحقيق هذا التوحيد, وأنه حق الله على العبيد, ومن أجله أرسل الرسل وأنزلت الكتب كما هو مبين في الكتاب والسنة على وجه الإجمال والتفصيل, وأن توحيد العبادة متضمن لتوحيد الربوبية والأسماء والصفات, كما أنهما مستلزمان لتوحيد الألوهية. وأن أول أمر في القرآن هو الأمر بتوحيد العبادة كما أن أول نهي فيه نهي عن ضده, وأضاف البدر أفضل الأعمال التوحيد وأعظم الذنوب الشرك, فالنبي صلى الله عليه وسلم بدأ دعوته بالتوحيد وختمها بالتوحيد, كما أن التوحيد هو بداية الحياة السعيدة, وختامها, وهو أعظم عمل أطيع الله به, فجعل ثوابه الجنة والخلود فيها, كما أن الشرك أعظم ذنب عصي الله به, فكان عقابه النار والخلود فيها .