يبدأ فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية اليوم الأحد زيارة إلى المملكة العربية السعودية تندرج في إطار روابط الأخوة والعلاقات التاريخية القوية التي تربط بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية. وتكتسب زيارة الرئيس علي عبدالله صالح إلى المملكة أهمية خاصة في ظل تسارع المتغيرات الدولية والإقليمية التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف. ويعبر البلدان في كل مناسبة عن ارتياحهما التام لتطور العلاقات الثنائية في مختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية وعن تطابق وجهات النظر حيال الكثير من القضايا المشتركة. وتأتي هذه الزيارة للرئيس اليمني تأكيداً على تميز العلاقات السعودية اليمنية بالخصوصية المنبثقة من روابط التاريخ المشترك والدين واللغة والأخوة العربية والمصالح المتبادلة. وفيما يلي نعرض جانباً من أهم أوجه التعاون الذي يجسد عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين. فحرصاً من قيادتي البلدين على توطيد عرى العلاقات جاء إنشاء مجلس التنسيق السعودي اليمني والذي عقدت أولى دوراته عام 1395ه/1975م. وشكل التوقيع على مذكرة التفاهم في السابع والعشرين من شهر رمضان عام 1415ه في مكةالمكرمة نموذجا لروح المودة والوفاق و دافعاً اكبر لمزيد من العلاقات الأخوية المتنامية وأثمرت هذه الاتفاقية عن تشكيل اللجنة العليا السعودية اليمنية المشتركة ما نتج عنها اجتماعات عدة لجان اقتصادية وعسكرية وفنية وغيرها فيما يخدم تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. وكان للزيارات المتبادلة بين المسئولين في البلدين الدور الكبير والمؤثر في إرساء العلاقات ودفعها نحو آفاق واسعة ومتقدمة من الشراكة والتعاون والإخاء وحسن وجاءت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (عندما كان وليا للعهد) الى اليمن تأكيدا على متانة هذه العلاقة وسمو مشاعر الأخوة بين القيادتين والشعبين حيث شارك حفظه الله في شهر مايو عام 2000م احتفالات الجمهورية اليمنية بالذكرى العاشرة للوحدة اليمنية. ولدعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في اليمن أقامت المملكة وساهمت في الكثير من المشروعات التنموية في الجمهورية اليمنية. كما قامت المملكة العربية السعودية وعلى المستوى الرسمي والشعبي بمد يد العون والمساعدة الى الأشقاء في اليمن عندما تعرضت بعض المحافظات هناك للزلازل والسيول حيث قامت المملكة بتقديم العون والمساعدة وإقامة جسر جوي لمواجهة الوضع الطارئ هناك. وفي إطار التعاون الاقتصادي بين البلدين شهد حجم التبادل التجاري بين البلدين نمواً مستمرا حتى بلغ في العام 2007م(3251) مليون ريال منها (2738) مليون ريال صادرات المملكة الى الجمهورية اليمنية و (513) مليون ريال واردات المملكة منها. فيما بلغت قيمة الاستثمارات السعودية في اليمن خلال العام الماضي 2008م 33 مليارا و302 مليون ريال يمني بموجودات ثابتة قدرت بمبلغ 29 مليارا و518 مليون ريال مقابل إنشاء 5 مشاريع إنتاجية وخدمية وفرت خلالها 656 فرصة عمل في اليمن. وأوضحت بيانات إحصائية في اليمن أن المشاريع تركزت في قطاعي الصناعة والنقل. واحتلت الاستثمارات السعودية في اليمن المرتبة الأولى في قائمة الاستثمارات العربية والأجنبية خلال العام الماضي 2008م.