انتقد نائب الرئيس الأميركي السابق بحدة الخميس طريقة تعامل الرئيس الحالي باراك أوباما مع ما يسمى الإرهاب ومعتقل غوانتانامو، ودافع عن أساليب التحقيق القاسية التي وصفها أوباما بالتعذيب معتبرا منعها تهورا وسيحد من توفير الأمن للأميركيين. وقال ديك تشيني في خطاب بمعهد أميركان إنتربرايز في نفس اليوم الذي دافع فيه أوباما عن موقفه إزاء الإرهاب، إن قرار الرئيس بمنع الأساليب القاسية (غير حكيم على الإطلاق). كما اعتبر نائب الرئيس السابق الذي كان ينظر له فترة طويلة على أنه صقر بارز بإدارة الرئيس السابق جورج بوش، اتخاذ هذا القرار بأنه (تهور مغلف بالإنصاف وسيجعل الشعب الأميركي أقل أمنا). وانتقد قرار إغلاق معتقل غوانتانامو للحصول على استحسان بأوروبا، معتبرا أن من الصعب التوصل لبديل من شأنه أن يخدم مصالح العدل والأمن القومي الأميركي. وتحدث تشيني في المعهد البحثي الذي يتخذ من واشنطن مقرا له بعد قليل من إنهاء أوباما خطابه بشأن السياسة الأمنية والإرهاب. وكان الرئيس جدد في خطابه التزامه بإغلاق المعتقل سيئ الصيت رغم الجدل الذي أثاره ذلك القرار، كما رفض التحقيق في سياسة الإدارة السابقة بشأن مكافحة ما يسمى الإرهاب. وأوضح أوباما أن المعتقلين الموجودين حاليا بغوانتانامو سيتم نقلهم إلى سجون أخرى داخل البلاد، مؤكدا أنه لن يتم إطلاق من يعتقد أنهم قد يشكلون تهديدا لأمن الولاياتالمتحدة. ورفض الكونغرس مؤخرا تمويل خطة أوباما لغلق المعتقل مشترطا توضيح ما الذي سيتم بشأن المعتقلين ال240، وسط مقاومة من نواب لا تعجبهم فكرة وجود أجانب يشتبه في صلاتهم بالإرهاب بالولاياتالمتحدة. يُذكر أيضا أن مسؤولي إدارة أوباما قالوا إن الرئيس أبلغ مستشاريه القانونيين أن نشر صور التعذيب المرتبطة بالإدارة السابقة يمكن أن يعرض القوات الأميركية للخطر، وذلك بعد أسابيع قليلة على تصريحه بنشر هذه الصور. وأشارت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إلى أن تراجع أوباما ربما يكون قد جاء بعد تحذير من كبار المسؤولين العسكريين بأن نشر الصور يمكن أن يسبب رد فعل عنيفا ضد القوات الأميركية. وكانت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي اتهمت مؤخرا مسؤولي إدارة الرئيس السابق جورج بوش والمخابرات، بالكذب عليها بشأن استخدام تقنية محاكاة الغرق لتعذيب المشتبهين بالإرهاب.