حذر حزب سياسي موريتاني من اندلاع حرب أهلية في موريتانيا بسبب التدخل الخارجي، وطالب بطرد القائم بالأعمال في السفارة الأميركية الذي وصفه بأنه (جاسوس مخرب)، وذلك بعد يومين من دعوات مشابهة لبرلمانيين مؤيدين للمجلس العسكري الحاكم. فقد وصف رئيس حزب التجمع من أجل موريتانيا المستشار بالرئاسة الموريتانية الشيخ ولد حرمة ما تقوم به السفارة الأميركية بنواكشوط بأنه خلق (صحوات موريتانية) وتمويل أنشطة مشبوهة وتجنيد مليشيات بهدف الدفع نحو حرب أهلية قاتلة في بلد مستقل. ونقلت وكالة (الأخبار) الموريتانية المستقلة عن ولد حرمة قوله إن المعلومات المتداولة تؤكد أن بعض فصائل الجبهة المناهضة لالانقلاب العسكري على علاقة بالسفارة الأميركية وتتلقى تمويلا منها لزعزعة أمن البلاد. وكانت وكالة أنباء محلية قد نسبت لزعيم المعارضة الديمقراطية أحمد ولد داداه تصريحات صحفية قال فيها إن الميثاق الذي وقعته الجبهة المناهضة للانقلاب مع النقابات والمنظمات العمالية الأيام الماضية الهادف لإفشال الانقلاب، سبق أن عرضته عليه السفارة الأميركية مع مغريات مادية، وهو ما أوحى باستجابة الجبهة لمغريات مشابهة. ورغم نفي تكتل القوى الديمقراطية الذي يرأسه ولد داداه في بيان سابق هذه التصريحات، فإن الوكالة التي أجرت المقابلة تشبثت بصحة التسجيل الخاص بالمقابلة الصحفية. واعتبر ولد حرمة أن القائم بالأعمال في السفارة الأميركية ليس سوى واجهة لعمل مؤسساتي تقوم به الولاياتالمتحدة بهدف تخريب البلاد وإسقاط الحكم القائم (منذ أن طهر (محمد) ولد عبدالعزيز موريتانيا من السفارة العبرية). وكان برلمانيون مؤيدون للمجلس العسكري الحاكم قد اتهموا كذلك السفارة الأميركية وجبهة الدفاع عن الديمقراطية المناهضة للانقلاب العسكري، بالضلوع في مخطط وصفوه بأنه خطير جدا يستهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد، ملوحين بطرد القائم بالأعمال في السفارة الأميركية ومطالبين بفتح تحقيق حول علاقة أحزاب الجبهة بالسفارة. ورفضت الجبهة المناهضة للانقلاب بقوة هذه الاتهامات، وقد صرح البرلماني محمد مصطفى للجزيرة نت قبل يومين بأنهم في الجبهة لهم علاقات بكل السفارات بما فيها السفارة الأميركية، لكنهم لا يتلقون منها أي دعم مادي.