تظاهر عشرات المسلمين الفرنسيين مساء يوم السبت في العاصمة باريس احتجاجا على سياسات إسرائيل الهادفة إلى تهويد القدسالمحتلة. وطالب المتظاهرون السلطات الفرنسية بالضغط على تل أبيب من أجل دفعها إلى التخلي عن حفر الأنفاق تحت الحرم القدسي، ووقف تدمير منازل الفلسطينيين وطردهم من المدينة المقدسة. وندد المحتجون بالصمت الرسمي لفرنسا إزاء ما يحدث في القدس معتبرين أن القيمة الحضارية للمدينة أكبر بكثير من قيمة التماثيل البوذية في أفغانستان التي حاول الغرب جاهدا منع حركة طالبان من تدميرها عام 2001.وتجمع المتظاهرون في ساحة دنفر روشرو جنوب باريس رافعين أعلاما فلسطينية وصورا لقبة الصخرة المشرفة، ورددوا هتافات معادية لإسرائيل ومؤيدة للمقاومة الفلسطينية.وانتقدت الناشطة المسلمة نيللي لوبوشيه (غياب ردة فعل حازمة) في فرنسا والعالم الإسلامي تجاه ما وصفته بالتهويد المتسارع للقدس. واعتبرت لوبوشيه -التي اعتنقت الإسلام منذ ربع قرن- السكوت على ترحيل المقدسيين وتقويض أساسات المسجد الأقصى (عارا مطلقا)، محذرة من أن تطبيق المخططات الإسرائيلية في المدينة المقدسة سيخلف (تداعيات خطيرة لن تستثني نارها أحدا). وفي كلمة ألقتها أمام المتظاهرين، شجبت الناشطة الفرنسية بشدة قرار حكومة بلادها استقبال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي سيصل الثلاثاء إلى باريس في إطار جولة أوروبية. وأضافت لوبوشيه أن (مصافحة هذا اليميني العنصري تعد في حد ذاتها تنكرا لكل القيم المعلنة لفرنسا ولغيرها من الديمقراطيات الغربية). أما عبد الحكيم الصفريوي رئيس (جمعية ائتلاف الشيخ ياسين) الفرنسية التي دعت للمظاهرة فقال إن هدف التجمع هو (توعية المسلمين خاصة والفرنسيين عامة بخطر التدمير الذي يحيق بالمسجد الأقصى والتنديد بتدمير مساكن الفلسطينيين في القدسالشرقية وطردهم من مدينتهم بغية تهويدها بشكل كامل). وأضاف الصفريوي أن الرسالة تحث الحكومة الفرنسية على تجميد التعاون العسكري بين فرنسا وإسرائيل كما تدعو البرلمانيين المحليين إلى معارضة أي تطوير للشراكة بين تل أبيب ودول الاتحاد الأوروبي في ظل الجرائم التي أرتكبت مؤخرا في غزة والتي تقترف الآن في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية). واستنكر رئيس ائتلاف الشيخ ياسين (نفاق الدول الغربية وازدواجية معاييرها)، مشيرا الى أن تلك البلدان (أقامت الدنيا ولم تقعدها عام 2001 من أجل منع حركة طالبان الأفغانية من تدمير تماثيل بوذا بولاية باميان. وقال إن هذه الدول تقف اليوم صامتة إزاء مخططات حكام إسرائيل الهادفة إلى تقويض أول قبلة للمسلمين وإحدى المعالم الدينية الرئيسية بالنسبة للإنسانية جمعاء). وشدد الصفريوي على أن الدول الغربية إذا كانت محقة فعلا في دفاعها عن المعالم الأثرية في العالم فإن عليها أن تعترف بان (القيمة الحضارية للقدس أكبر بكثير من قيمة تماثيل باميان).