لم تكد الأمور تهدأ على جبهة غزة حتى سارعت اسرائيل إلى بناء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية تسع 750 مسكناً، في سياسة عدوانية واضحة تضع كل الفلسطينيين على سواء في مرمى النيران الإسرائيلية. وقد جوبهت الخطوة الإسرائيلية لبناء المستوطنة بغضب عربي وعالمي كبير والأممالمتحدة نفسها على لسان أمينها العام بانا كي مون أدانت سياسة الاستيطان الإسرائيلي والولايات المتحدة وصفت من جانبها الخطوة الإسرائيلي ببناء المستوطنة في الضفة الغربية بأنها إجراء غير مناسب وأعربت عن أسفها لذلك. ومن جانبها ذكرت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس أن تعليق توسيع المستوطنات اليهودية وارد بين الالتزامات الإسرائيلية في خارطة الطريق (خطة السلام الدولية). ومن قبل أثبت تقرير السيناتور ميتشيل أن الاستيطان هو السبب الرئيسي للاستفزاز وعدم الاستقرار وكان وزير الخارجية السابق لوكوت باول قد انتقد هذه السياسة أثناء زيارة قام بها للمنطقة، ولكن مع امتناع الأممالمتحدة والولايات المتحدة بخطأ الخطوة الإسرائيلية وأنها تنتهك خطة خارطة الطريق لماذا لايكون هناك موقف قوي يلزم إسرائيل بإنهاء عمليات الاستيطان وأين اللجنة الرباعية المنوط بها إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لماذا لايكون هناك اجتماع عاجل على الأقل لإنقاذ خطة الطريق التي لم تتوقف إسرائيل عن انتهاك بنودها على مرأى ومسمع من العالم. والآن يستعد نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني لزيارة المنطقة لتطمينها بإرساء السلام فكيف يكون هناك تطمين للمنطقة ويد اسرائيل مطلقة في أن تفعل ما تشاء ولكن يمكن للزيارة أن تساهم في تطمين الفلسطينيين والعرب بالذات إذا سبقه موقف أمريكي يتجاوز الأسف على الخطوة الإسرائيلية إلى مطالبة جادة لإسرائيل بالإقلاع فوراً من أي خطوة من شأنها تعكير السلام.