قتل شخصان أحدهما شرطي وأصيب آخرون بينهم عناصر من الشرطة التركية خلال مداهمة الأخيرة منزلا لجماعة يسارية وسط مدينة إسطنبول، وذلك في إطار غارات مماثلة على منازل متعددة في أنحاء متفرقة من المدينة. وقال مصدر مطلع من موقع الاشتباك في مدينة إسطنبول- إن الشرطة التركية اقتحمت أحد المنازل وفجرت جسما مشبوها بداخله بعد توقف الاشتباكات لافتا إلى أن السلطات الأمنية بدأت رفع الطوق المفروض على المبنى الذي جرت الاشتباكات في محيطه.وأضاف أنه لم يشاهد أي عملية اعتقال في المنزل المستهدف مما قد يشير إلى احتمال مقتل المسلحيْن اللذين كانا داخله وهما رجل وامرأة يعتقد أنهما من حزب العمال الكردستاني. وذكر المراسل أنه خلال المواجهات ألقيت قنبلة يدوية على الشرطة مما أسفر عن إصابة سبعة من عناصرها -توفي أحدهم لاحقا- ومدني علم بوفاته متأثرا بجروح بالغة في وقت لاحق أيضا. وبهذا يصل عدد القتلى إلى شخصين إضافة إلى إصابة ثمانية آخرين في المواجهات التي جرت الاثنين أمام المنزل الكائن في حي بستانسي وسط إسطنبول، علما بأن مصادر إعلامية تركية أشارت إلى إصابة مصور تابع لإحدى محطات التلفزيون بجروح طفيفة.وقال المصدر في إسطنبول إن الشرطة التركية أغارت على ستين منزلا في أنحاء مدينة إسطنبول تعود لجماعات يسارية منها حزب العمال الكردستاني وأخرى يمينية متطرفة لم تحدد السلطات الأمنية هويتها. وأسفرت المداهمات عن اعتقال عشرة أشخاص كما أكد رئيس بلدية إسطنبول معمر غولر الذي قال إن الشرطة صادرت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر من بينها أحزمة ناسفة كانت الجماعات المستهدفة تخطط لاستخدامها في عمليات للإخلال بأمن البلاد. وفيما يتعلق بمداهمة المنزل في حي بستانسي، قال غولر إن العملية استهدفت عناصر من جماعة يسارية لم يحددها تتخذ من هذا المنزل مقرا لها وتخفي فيه كميات من الأسلحة والذخائر مما استدعى -بحسب قوله- هذا العدد الكبير من رجال الشرطة لاقتحام المكان. يشار إلى أن تقارير إعلامية تركية ذكرت أن المداهمة شملت موقعا للجماعة اليسارية المعروفة باسم (المقار الثورية) بيد أن المصادر الأمنية التركية لم تؤكد هذه المعلومات. وكانت محطات التلفزيون التركية قد عرضت صورا للشرطة وهي تحاصر شقة في أحد المباني السكنية الواقعة في حي بستانسي، حيث ترددت أصوات العيارات النارية وإطلاق الغاز المسيل للدموع.وتأتي هذه المداهمات والمواجهات قبل أيام من الاحتفال بعيد العمال العالمي الذي سيوافق الأول من الشهر المقبل والذي عادة ما تعلن فيه السلطات الأمنية التركية حالة التأهب تحسبا لصدامات محتملة مع المجموعات والحركات اليسارية المحظورة. يشار إلى أن الحكومة التركية أعلنت الأول من مايو المقبل عطلة رسمية نزولا عند الضغوط التي مارستها نقابات العمال لكنها في الوقت نفسه رفضت السماح بعقد احتفالات رسمية في ميدان تقسيم بمدينة إسطنبول. وتمثل هذه الساحة بعدا رمزيا منذ الأول من مايو 1977 عندما قام مجهولون بإطلاق النار خلال احتفال رسمي بعيد العمال العالمي مما أدى إلى هلع وتدافع بين الحضور تسبب في مقتل العشرات.