بحضور رئيس نادي مكة الثقافي الأدبي الدكتور سهيل بن حسن قاضي وكافة أعضاء مجلس إدارة النادي وجمع من الأدباء والمثقفين والكتاب اختتمت مساء أمس فعاليات ملتقى ثقافة الطفل الهوية ومتغيرات العصر والتي أقامها النادي خلال الفترة من 17-19 من الشهر الجاري حيث عقدت العديد من المحاضرات والندوات والأمسيات في هذا المجال وطرحت العديد من المداخلات. وأكد البيان الختامي أن التفكير في تنشئة الطفل وتثقيفه يشغل حيزاً كبيراً من اهتمامات العلماء والمفكرين ، والتربويين والأدباء الآباء منهم ، والأمهات تمهيداً لبناء شخصية الطفل وفق التصورات والمكونات المنتمية إلى ثوابت الأمة ومستجدات المنافع المفيدة المتآخية في مؤثراتها، وذلك لما يمثله الخطاب الثقافي الطفولي من بعد تأصيلي في ثقافات الأمم مما تؤمن به من قيم العبادة ، والعادة ، وقيم الثبات والتحرك ، ولما كانت الثقافة العربية ثقافة كونية قابلة للحيوية، والاستمرار والفاعلية، في علاقة الانسان بخالقه ، وبأخيه الإنسان ، وبمظاهر الكون من حيث عملية التأثر والتأثير، ومن حيث انفتاحها على ثقافة العالم. ومرحلة الطفولة العمرية من أدق المراحل في مواجهة تشكيلها تشكيلاً ثقافيا يحافظ على مقومات الهوية - بوعي الهوية الذاتي - وينفتح على متغيرات العصر بوعي المستجدات في توسيع النظرة إلى الحياة ، إذ يشكل الطفل البنية التحتية لقيام المجتمع ، فعلى هذا الأساس تعد ثقافة الطفل بنية تحتية لثقافة المجتمع وتأصيلاً لها، وأعلن النادي في بيان ملتقاه الأول (خطابنا الثقافي - قراءة الحاضر واستشراف المستقبل) عزمه على اقامة هذا الملتقى الثاني في موضوع (ثقافة الطفل - الهوية ومتغيرات العصر) انطلاقاً من استراتيجية النادي التي أكدت على أن (الإبداع الثقافي الكوني ) يمثل الرؤية الأساس لمخرجات النادي الذي شرع منذ اختتام فعاليات المتلقى الثقافي الأول المنعقد في الفترة من 14-16/5/1429ه في الإعداد لهذا الملتقى الثاني وتشكيل لجنته التحضيرية التي حددت محاوره والمستهدفين للكتابة فيه وتحديد شروط الاستكتاب. استجاب في الموافقات الأولية أكثر من 50 باحثاً، استقبلت اللجنة التحضرية 46 ملخصاً اختير منها بعد التحكيم 34 ملخصا وبلغ عدد البحوث المنجزة منها 27 بحثا وتم الاعتذار للمستكتبين عن عدم قبول البحوث المتأخرة عن الموعد المحدد لتسليمها، وقد كشفت بحوث هذا الملتقى مجموعة من الرؤى والأفكار الثقافية المتطورة التي عالجت قضايا ثقافة الطفل بين التراث والمستجدات والمحفزات ، والمعوقات ، وفي 8 جلسات علمية بعد افتتاح المتلقى ناقش الباحثون ، ومديرو الجلسات وجمهور الملتقى البحوث ، وتم التوصل إلى غير توصية من أبرزها: - التأكيد على استمرار اقامة قضايا خطابنا الثقافي وفق متطلبات الخطة الاستراتيجية لنادي مكة الثقافي الأدبي. - تحرير مفاهيم البنى التحتية المنتمية إلى شخصية الأمة تحريراً وظيفياً. - أهمية انفتاح الخطاب الثقافي بحرية مسؤولة إيماناً بأهمية التنوع الثقافي. - توثيق العلاقة بين الباحثين المهتمين بثقافة الطفل ..وتبادل الخبرات في هذا الشأن بينهم. - إشاعة ثقافة الأصول وبث روح التفاؤل ، والبعد عن ثقافة الاجترار والاحباط ، والعنف. - تأصيل ثقافة الطفل القادرة على حفزه انتماء وسلوكاً، وعلى طبع الهوية الثقافية المنفتحة على فضاء الكون. - تشجيع التأليف، والنشر والتوزيع في ثقافة الطفل. - سيقام ملتقى خطابنا الثقافي الثالث بمشيئة الله وموضوعه (المثاقفة الإبداعية ائتلاف واختلاف) في وقت يحدد موعده لاحقاً.