السيناتور الأمريكي السابق جورج ميتشيل معروف بتعامله مع أكثر القضايا تعقيداً فقد كان يقف خلف النجاح الذي تحقق بانهاء الحرب في ايرلندا الشمالية بالاتفاق الشهير بين الحكومة البريطانية والشين فين الجناح المسلح للجيش الجمهوري الايرلندي. كما انه قد سبق وأن أتى للمنطقة وتوصل الى أن الاستيطان هو أساس المشاكل في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ودعا الى وقف الاستيطان في تقرير رفعه أنذاك للادارة الأمريكية وانطلاقاً من هذا النجاح عمدت ادارة أوباما في مستهل ولايتها الى تعيين السيناتور جورج ميتشيل مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط. وقد زار ميتشيل المنطقة ووعد بزيارتها وهاهو يبدأ الزيارة التي وعد بها، وأمس كان في المغرب حيث كان أول تصريح له أن حل الدولتين هو (الوحيد) الكفيل بتسوية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وهذا التصريح القوي له مدلولاته فهو أولاً يعني التزاماً امريكياً خاصاً باتفاق أنابوليس الذي أقر أفكاراً تهدف الى الحل من خلال قيام الدولتين كما تأتي تذكرة للحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نتنياهو وهي الحكومة التي أعلنت صراحة عدم اعترافها باتفاق أنابوليس وانها غير ملتزمة به. كما يأتي تصريح ميتشيل رسالة أخرى الى نتنياهو ان أي فكرة للتخلي عن الحل على أساس الدولتين مرفوض لأن الحل الوحيد هو حل الدولتين. اذن الادارة الأمريكية تحمل رؤية واضحة تتفق مع الحق الفلسطيني وتتصادم مع المماطلة الاسرائيلية ويبدو أن الادارة الأمريكية عازمة على السير في خطتها هذه وعلى إسرائيل ان تكيف نفسها مع هذا الوضع الجاد وان تبدأ في ارسال اشارات ايجابية بدلاً من المراوغة والمماطلة. والسيناتور جورج ميتشيل الذي وصل المنطقة يعرف كيف يوصل رسالته الى اسرائيل ونأمل أن يستمر الموقف الأمريكي الضاغط حتى تعود الحقوق العربية كاملة الى أهلها.