كثيراً ما دعت المملكة إلى عالم خالٍ من أسلحة الدمار الشامل واخلاء منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص من هذا السلاح لأن السلام والاستقرار يمر عبر هذا الطريق ، كما أن امتلاك أي دولة لأسلحة الدمار الشامل يعني ايجاد أرضية للتنافس لامتلاك هذا السلاح وهذا ما يحدث الآن في العالم وفي منطقتنا على وجه الخصوص رغم أن هذا التنافس لم يصل إلى مرحلة امتلاك السلاح النووي الذي تمتلك إسرائيل منه أكثر من مائتي رأس نووي كلها بمنأى من الرقابة الدولية ، وهي تشكل أكبر خطر على المنطقة وتهدد باشعال حرب تنافسية لامتلاك أسلحة الدمار الشامل رغم أن عالمنا العربي ينأى بنفسه عن تلك الأسلحة القاتلة المميتة. واليوم تأتي الخطة التي أعلن أوباما عن اعتزامه تقديمها لاخلاء العالم من الأسلحة النووية لتتوافق تماماً مع ما كانت تدعو إليه المملكة ، وقد قدم أوباما مبرراته لخطته هذه بقوله (رغم انتهاء الحرب الباردة الآن ، فإن انتشار الأسلحة النووية أو سرقة مواد نووية يمكن أن يؤدي إلى إبادة أي مدينة على كوكب الأرض). إن الحديث عن ايجاد عالم خالٍ من الأسلحة النووية لن يكون ذا جدوى إذا لم يركز مباشرة على إسرائيل وكيف أنها أولاً استطاعت تملك هذا الكم الهائل من الأسلحة النووية ، وكيفية اجبارها على التقيد بالقوانين الدولية في هذا الاطار ، لأن إسرائيل دولة معتدية وقادتها قائمون على الإجرام فليس بمستبعد أن يقدموا على جريمة شنعاء في يوم من الأيام. ورغم أن خطة أوباما جاءت بعد لقائه مع نظيره الروسي ، إلا أن العالم المتقدم يدرك حقيقة التخلص من الأسلحة النووية لأن الحرب الباردة قد انطوت صفحتها. ولكن الحرب التي تشنها إسرائيل وتهدد وتتوعد بها لازالت هي الخطر القائم وعلى العالم كله وليس الولاياتالمتحدة وحدها أن يتضامن من أجل تحقيق عالم خالٍ حقيقة من الأسلحة النووية.