ليس غريباً أن يكون الوضع في فلسطين في مقدمة القضايا التي بحثها خادم الحرمين الشريفين في لقائه أمس الأول مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، فالقضية الفلسطينية تحظى بالأولوية دائماً في السياسة الخارجية السعودية كما أن من شأن سلام شامل وعادل في المنطقة أن يساهم في الاستقرار العالمي لما يميز منطقة الشرق الأوسط من تشابك كبير في المصالح مع بقية أنحاء العالم ، ومن هذا المنظور أي من منظور الاستقرار العالمي جاءت المبادرة العربية للسلام التي اقترحتها المملكة واجازتها القمة العربية في بيروت عام 2002م ، وقد ناقش المليك المفدى هذه المبادرة مع الرئيس الأمريكي الذي سبق وأن أبدى ترحيبه بها. واشارة خادم الحرمين إلى ضرورة ضمان اقامة الدولة الفلسطينية اشارة لها مغزاها في وقت تصاعدت فيه تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بتجاهل الحل القائم على دولتين رغم أن الرئيس أوباما نفسه أكد على ضرورة قيام الدولة الفلسطينية. ومن واقع هذا اللقاء بين المليك المفدى والرئيس الأمريكي نأمل أن تكون الخطوات الأمريكية المقبلة في اتجاه الضغط على إسرائيل لقبول مستحقات السلام ورفع الحصار وانهاء القمع ووقف سياسة الاستيطان التي تعتبر العامل الرئيس في الاستقرار وتهديد الأمن . كما أن هذا اللقاء يعتبر دافعاً قوياً للعلاقات الثنائية وهي علاقات تاريخية وضع لبناتها القائد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في لقائه بالرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت واستطاعت بفضل من الله سبحانه وتعالى وحكمة قيادات البلدين ان تتجاوز كثيراً من الصعاب والتحديات وخاصة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر لتنقل إلى طور الشراكة الاستراتيجية ، وبلقاء المليك وأوباما تزداد هذه العلاقات قوة إلى قوة ومتانة إلى متانة وقد كانت لقاءات قمة العشرين تجسيداً لهذا التعاون الوثيق بين المملكة والولايات المتحدة في العمل من أجل تحفيز الاقتصاد العالمي وتجاوز آثار الأزمة المالية العالمية ، فالمملكة العربية السعودية من واقع تجربتها ومكانتها الاقتصادية قادرة بحول الله على إثراء الساحة الاقتصادية برؤاها التي أثبتت نجاحها في مواجهة أعتى الازمات المالية العالمية.