مما يؤسف له أن مِنَّا مستهترون بالصحة, غير مبالين بالتعقل والانتباه إلى مايضرهم والحرص على إتباع مالا يضرهم والغريب أن أكثر من صادفتهم من هؤلاء المستهترين غير المبالين هم من المثقفين أصحاب المراكز الإدارية الرفيعة والذين بين الحين والآخر أصادفهم بحكم العمل فأراهم عند كل وجبة غذاء يخرج(شنطة) صغيرة من جيبه وقد ازدحمت فيها أنواع مختلفة من الحبوب الطبية منها ما هو للضغط ومنها ماهو للسكر ومنها ماهو للكولسترول وغيرها وبعد أن يلتهموا بدون حساب ولا تقدير ما يوضع أمامهم من طعام وحلويات يبدأون بتناول هذه الأدوية حبة تلو الأخرى. فسألت واحداً منهم: سلامات يا(باشا)؟!. رد : خليها على الله ضغط وسكر وكولسترول (الله يستر). فقلتُ: حافظ يا سيدي على صحتك؟. رد: ما أقوى يا أخي أشوف مثل هذه الخيرات من أطعمة وحلويات لذيذة وشهية أمامي وما التهم منها.. بس الحمد لله كل شي تمام طالما هذه (الصيدلية المتنقلة) معي فلا خوف..سبحان الله يعتمدون على العقاقير والأدوية ومهمشين العزيمة والإرادة والقدرة على كبح جماح أنفسهم وردعها عما يضرهم ويؤدي بهم إلى (اعتلال الصحة) ومن ثم إلى المستشفيات الخاصة ليدفعوا (رزم) من الفلوس..! ولو أنهم بشيء من قوة الشخصية والتعقل يمكنهم أن يبنوا الحاجز الأول والمنيع أمام ما قد يصيبهم من أضرار من جراء إتباع هوى ورغبات أنفسهم. | على مائدة فاخرة جلس بجانبي شخص يأكل بقدر.. أي بتعقل.. فسألته: أكيد الطعام ما ناسبك؟. قال :لا. بس أنا محافظ وحذر من الأكل الكثير وفي غفلة من الجميع رأيته يستدعي أحد (السفرجيه) ويهمس في أذنه وكأني به قال له: أجمع لي من الحلويات طبقاً وأرسله إلى غرفتي رقم (كذا وكذا) هذا ما(فهمته) وفي صباح اليوم التالي سألت عنه .. فقيل لي نقل البارحة للمستشفى الفلاني نتيجة (ارتفاع نسبة السكر). وكواجب زرته بالمستشفى إلا أنني منعت من الزيارة نظراً لدخوله في (غيبوبة). يا الله ما أضعف بعضنا عندما يتبعون رغبات أنفسهم غير مبالين بما ورد في كتاب الله من مغبة إتباع النفس والاستسلام لهواها الذي يؤدي إلي كثير من أنواع التهلكة مستهترين بنصائح الأطباء المتخصصين وبالفم المليان نسمع البعض يقول:( بلا نصائح طبية بلا خرابيط) فتكون النتيجة أسوأ مما ذكرت في الأسطر السابقة إذن ما فائدة (الصيدلية المتنقلة) التي يحملها البعض أينما ذهبوا؟. | يصادف أنك تلبي دعوة صديق عزيز أو قريب وعندما يوضع الطعام تراه يطلب منك بعد أن يحلف اليمين أن تأكل من هذا.. وهذا فتقول له: يا سيدي والله أنا عندي كذا وكذا وممنوع من كذا وكذا فتسمع رده : يا سيدي (ما يموت الإنسان إلا في ساعته) حقيقة مسلَّم بها ولا جدال فيها ولكن الشيء الذي يضر قد يؤدي إلى التهلكة والموت وخاصة إذا كان الشخص يتأذى منه وممنوع منه طبياً.. أيعقل أن لا يكون لدى بعضنا الشجاعة الداخلية وقوة العزيمة في اتخاذ القرار الحازم تجاه الكثير من قضاياه الخاصة والتي عندما يندفع للأخذ بها دون تروٍّ أو اتزان يفقد ويخسر الكثير وعندما تقع الواقعة نعض بأسناننا على أصابع الندامة .